«الدنيا ربيع.. والجو بديع.. والعيشة ارتاحت خاااااالص».. الجملة الوحيدة التى لم يتمكن زميلنا رئيس تحرير «الأهرام» عبدالناصر سلامة من كتاباتها فى مقاله المنشور صباح «الجمعة» الماضى، فالرجل – الذى جاء برعاية إخوانية خالصة لوجه مكتب الإرشاد-، كتب تحت عنوان «أراها تنقشع» – ولا تسأل نفسك عزيزى القارئ ماذا يقصد ب«تنقشع»- ف«الأسوأ لم يأت بعد»، ف«سلامة» بعدما «أرغى وأزبد» و«حسبل وحوقل» وقال فى الرئيس محمد مرسى «أكثر مما قال مالك فى الخمر»، كشف لنا أنه من دراويش السيد الرئيس – رئيس أهله وعشيرته - ليس هذا فحسب، لكنه أيضًا من هواة متابعة جولات «ابن بطوطة الإخوانى» فى الدول، فقد أحصى لنا «سلامة» رحلات الرئيس الخارجية – متفوقا على أم أحمد فى عملية الإحصاء - ولم يتوقف عند هذا فحسب، لكنه – وعلى طريقة مرسى – اكمل قائلًا ومؤكدا بأن «العيشة ستكون أجمل تحت حكم الرئيس المؤمن»، حيث قال بالحرف: منذ تولى الرئيس مقاليد الحكم فى 30 يونيو الماضى، قام بزيارات إلى كل من الصين، وبلجيكا، وإيطاليا، وتركيا، وأوغندا، وألمانيا، وباكستان، والهند، والسودان، واليوم روسيا، كما شارك فى القمة الإسلامية الاستثنائية بالسعودية، وقمة دول عدم الانحياز فى إيران، واجتماعات الدورة ال67 للأمم المتحدة بنيويورك، والقمة الاقتصادية بالسعودية. وبعدما أتم «سلامة» عملية «الجرد» لجواز سفر الرئيس، كنا ننتطر منه أن يقدم لنا ب«الأرقام» إنجازات «مرسى» بعد رحلاته المكوكية تلك، من مغرب الدنيا لمشرقها، لكنه «بخل» علينا بما «يطمئن قلوبنا الوجلة» وقرر أن يكمل «وصلة الغزل» تلك بعبارات من نوعية «الانفراجة التى تشهدها البلاد» و«استعادة الجنيه المصرى عافيته بعد تدهور غير منطقى» و«ووفرة السلع والمواد الغذائية إلى حد أكبر». ولأننا – على طريقة الإخوان لا نبغى إلا الإصلاح- سنكتفى بأن نؤكد لزميلنا أن «الدنيا ربيع»، وأن أزمات السولار والبنزين التى تشهدها غالبية محافظات المحروسة لا تتعدى كونها صور «فوتوشوب» من بنات أفكار «أعداء الوطن» الشيطانية، وأن عمليات «التثبيت» على الطرق الصحراوية والزراعية ما هى إلا «مشهد عابر» فى فيلم رومانسى «لا يخالف شرع المرشد والذين معه»، وأن السلاح الذى انتشر فى مصر كانتشار «النار فى الهشيم» لا يتعدى كونه صفقة «ألعاب» ضلت طريقها ووصلت لأيدى «صبية البلاك بلوك» الذين لا يريدون لهذا الوطن أن «يقوم من كبوته»، والذين نقول له ونردد على آذانهم مقولة الرئيس «مرسى» ومن قبله فضيلة الدكتور المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «الحق أبلج... والباطل لجلج».