هناك بلدان تراها فتعجب بالوضع فيها.. قطعا لا أقصد بكلمة وضع ما جال بخاطرك, فالمصريون يفسرون كلمة «وضع» من الوهلة الأولى بأحد التفسيرين أولهما عملية الولادة, بأن تضع الحامل مولودها أما التفسير الثاني وهو الأكثر شيوعا فأنت تعرفه ولا داعى للتوضيح أكثر من ذلك. أما عن الوضع الفرنساوي الذي أفضله فيتعلق بالأحوال السياسية داخل الشقيقة فرنسا, والتى شهدت انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة – شفافية ملابس هند صبري فى فيلم عايز حقى «راجع مشهد شرم الشيخ – وهى الانتخابات التى انتهت بفوز صعب لليسار الفرنسى الذي يمثله الرئيس الجديد فرانسوا هولاند وخروج الرئيس السابق نيكولا ساركوزى, ممثل اليمين الفرنسي, من قصر الاليزيه . هولاند الذي أعاد اليسار لسدة الحكم فى بلاد النور -ليس السلفى طبعا- لأول مرة منذ انتهاء ولاية فرنسوا ميتران, تفوق بفارق ضئيل جدا على نظيره ساركوزى, فالأول حصل على أكثر من 51% بفتفوتة, بينما الأخير حصل على 48%, يعنى ما يحصلش معهد تعاون. والغريب يا أخى انه رغم فوز اليسار -و العياذ بالله- إلا أن اليمين لم يخرج فى مليونيات تبايع أبو ساركوزى رئيسا, ولم يقطع أنصار الرئيس السابق شارع الشانزليزيه, ولم يخرج بلطجية نزلة باريس أو منشية موناكو لإرهاب الناس فى الطرقات والمنازل, وكذا لم يحاصر الغاضبون وزارة الدفاع الفرنسية لينادوا بإعادة الانتخابات. لذلك كله ولأن مصر على شفا حفرة من الانتخابات الرئاسية التى يتبارى فيها ثلاثة عشر مرشحا أعلنها صريحة مدوية بأننى من مريدى الوضع الفرنساوى وأتمنى أن يمارسه المصريون من ليبراليين إلى إخوان وسلفيين وكذا ثوريين و«كنبة». لكن يا هل «طرة».. تمر مصر بسلام لتخرج من رقبة الزجاجة الأضيق من فتحة «إزازة البيبسى أم أن الرافضون والسلام – وهم الذين يعارضون لوجه المعارضة ويشككون فى الرئيس الجديد رغم انه لم ينتخب بعد, هل يهدؤون إذا ما قدر المولى وأجريت الانتخابات بدون تزوير أو تحوير و يشاركون فى بناء وضع جديد يضاهى الوضع الفرنساوى.. أشك!