أمضى سنوات عمره فى الاهتمام بقضية «حلايب»، وأصبحت شغله الشاغل.. ضمت مكتبته العديد من الوثائق المهمة عن حقوق ملكية مصر لهذه الأرض، وما نشر بالجرائد الرسمية ومالم ينشر.. إنه كمال الدين حسين على، وهو اسم قد لا يكون معروفا لدى الكثيرين، ولكنه ليس غريبا على المهتمين بالقضية الحدودية، فهو صاحب كتاب «حلايب مصرية» ضمن مؤلفات كثيرة له، إلى جانب تلك الوثائق التى استعانت بها «فيتو» فى ملحقها عن «حلايب». «كمال الدين حسين».. ولد بمدينة القصير بالبحر الأحمر عام 1923، وحصل على ليسانس آداب فى اللغة الإيطالية مع الإنجليزية والفرنسية، ودبلوم اللغة الفرنسية، ودبلوم اللغة الإسبانية بامتياز مع مرتبة الشرف، وشهادة اللغة الألمانية، ولذلك فهو يجيد خمس لغات، إلى جانب تحدثه البرتغالية والرومانية. ولأن «كمال الدين حسين» كان عاشقا للعلم والسفر، فقد زار نحو 21 دولة، منها بلغاريا، ورومانيا، وسويسرا، والنمسا، وساحل العاج، وغينيا. وحين كان نائبا بمجلس الشعب، شارك فى عدد من المؤتمرات والوفود، مثل الوفد البرلمانى الثلاثى إلى جمهورية غينيا، ومؤتمر اللجنة التنفيذية لاتحاد برلمانات إفريقيا، ومؤتمرات الحوار البرلمانى العربى الإفريقى فى دول الصومال وتونس والجزائر والمغرب، كما شارك فى مؤتمر الحوار البرلمانى العربى الأوروبى فى باريس. «كمال الدين حسين» الذى كان عضوا بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية، والجمعية الجغرافية المصرية بالقاهرة (المجمع العلمى)، شغل منصب المدير العام الإدارى بشركة فوسفات البحر الأحمر بالقصير، وكان أول مدير إدارى مصرى وعضو مجلس إدارة بالشركة بعد تأميمها، والتى كانت تحمل اسم «الشركة المصرية لاستخراج وتجارة الفوسفات». «حلايب» ليست مجال بحثه واهتمامه الوحيد، بل له عدة مؤلفات كلها تدل على اهتمامه بأرض مصر وتاريخها، منها «القصير تناديكم»، و«البحر الأحمر فى مجلس الشعب»، و «أبو الحسن الشاذلى»، و «بونابرت والقصير»، و«المعارك الرئيسية فى جنوب الصعيد». وفى 31 أكتوبر 1998 فاضت روحه الكريمة وشيعت جنازته فى موكب مهيب مازالت محافظة البحر الأحمر تذكره حتى الآن، وقد تم نشر دراسته المميزة عن حلايب بعد وفاته.