تمر يوم 21 أبريل الذكرى السنوية للفنان الشاعر صلاح جاهين السابعة والعشرون والذكرى العشرون للموسيقار سيد مكاوى فمن المفارقات الغريبة أن يرتبط صديقان خلال رحلتهما الفنية وأصبح كل منهما توأما للآخر ثم يتوفى الاثنان فى يوم واحد «21 أبريل» ولكن مع فارق السنوات. ارتباط فنى أصبح نادرا، بل وغير موجود الآن . قد جمع الاثنان أعمالا كثيرة متميزة خلال رحلتهما الفنية أبرزها أوبريت العرائس «الليلة الكبيرة» التى مازالت تسجل عبقرية العملاقين رغم مرور السنين، ومن الأغنيات أغنية «ليلة إمبارح» التى كتبها جاهين ولحنها وغناها مكاوى. هذا إن دل على شىء فإنما يدل على العلاقة الحميمة التى ربطت بينهما فى الحياة وفى الموت حيث كتب جاهين الكلمات وحولها الشيخ سيد إلى جمل موسيقية يصوغها لحنا وذلك فى بدايتهما وجلساتهما الفنية بحى السيدة زينب. لم يقتصر الأمر على التأليف والتلحين بل إن الصديقين اشتركا بالغناء مع صفاء أبو السعود فى لحن مقدمة المسلسل الإذاعى «الواد الشقى» التى كتبها محمود السعدنى، كما اشترك الاثنان فى أغنية صباح «أنا هنا يابن الحلال..لا عايزة جاه ولا كتر مال» التى قدمتها الشحرورة. رحلة قضاها جاهين ومكاوى أنتجت أعمالًا فنية رائعة ومتنوعة. من شدة ارتباط جاهين ومكاوى قال الشيخ سيد يوم وفاة صلاح جاهين عام "1986"، إن صلاح مدرسة جديدة لم يسبق لأحد أن قدم ما قدمه، فقد فقدت الحرافيش عضوا متميزا من أعضائها. كل من مكاوى وجاهين ملحمة إنسانية لا يمكن للزمان أو المكان تجاهلهما أو نسيانهما ورغم ذلك لم تهتم الدولة بأشعار جاهين ورسوماته ولا جمع تراث مكاوى الموسيقى وأغانيه.. وهو ما نتمنى تحقيقه فى ذكراهما هذا العام.