يعد كورنيش النيل بمحافظة القاهرة واحدا من واجهات مصر السياحية فكان لا بد من تضافر مؤسسات الدولة لتطويره، لدعم تنشيط السياحة، وبعدما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشروع "ممشى أهل مصر"، والذي يهدف إلى إنشاء ممشى على النيل مباشرة، حتى يتنسى للبسطاء التنزه، والاستمتاع بالنهر، بدأت محافظة القاهرة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة الري والموارد المائية بإنشاء الممشى في أغسطس 2015. وبعد مرور عامين، من تعاون مؤسسات الدولة، تغير كورنيش القاهرة، فتحرر من باعة الشاي وحمص الشام، وتم إنشاء الممشى وتبليطه بالرخام والجرانيت، وأصبح بإمكان المواطن البسيط التنزه مجانا على نهر النيل، بالجلوس داخل الممشى والذي يبدأ من كوبري قصر النيل وحتى مبنى ماسبيرو في المرحلة الأولى ومن مبنى ماسبيرو حتى كوبرى 15 مايو في المرحلة الثانية، لكن بعد إنجاز المهمة أصبح الممشى بلا إدارة، فعاد الباعة مرة أخرى ليسيطروا عليه. فقرر المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، التعاقد مع شركة صيانة وأمن ونظافة، لمنع الباعة الجائلين من دخول الممشى، ولكن سرعان ما تم فسخ التعاقد مع الشركة، بعد شهر من عملها في الممشى، وذلك بعدما اكتشف المحافظ، اتفاق أفراد الشركة مع الباعة والسماح لهم بدخول الممشى. وبعد فشل الشركة في مهمتها، قرر المحافظ تكليف مشروع الحدائق المتخصصة بإدارة الممشى، للحفاظ على حضاريته، وتنظيفه وصيانته، وبالفعل أصبح ممشى "أهل مصر" تحت مظلتها، وبعد إعلان المحافظ طرح أكشاك لبراندات عالمية، لخدمة زوار الممشى، ظهرت وزارة الري والموارد المائية، لتعلن سيادتها على الممشى وأنه أرض طرح نهر، بعدما كان متروكا بعد تطويره للباعة. وأكد اللواء محمد سلطان، مدير مشروع الحدائق المتخصصة، أن المحافظة كانت تتحمل تكلفة صيانة وأمن ونظافة الممشى من خلال تعاقدها مع الشركة، ولكن بعد مرور شهر تم فسخ التعاقد، لسوء إدارة الشركة للممشى، وتم إسناد إدارة الممشى لمشروع الحدائق المتخصصة. وأضاف سلطان، في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أنه تم سحب العمال والموظفين من مختلف الحدائق للدفع بهم بالممشى، وفور استلام الممشى كان في حالة يرثى لها، قائلا: "شلنا الجلخ من على الأرض بالصاروخ "، مشيرا إلى أنه فور ظهور فكرة طرح البراندات العالمية وعلم وزارة الري بأنها كانت ستدر ربحا، تدخلت معلنة أنها أرض طرح نهر وأن من حقها الحصول على 90% من الربح، علما بأن ما كانت ستدخله أكشاك البراندات كان سيتم صرفه على صيانة الممشى، ومرتبات العاملين. وتابع: "المحافظ طالب مسئولي المشروع بالاستمرار في الحفاظ على الممشى وصيانته ونظافته بشكل يومي، لحين حل الخلافات مع وزارة الري، والتي تسببت في توقف فكرة طرح أكشاك لبراندات عالمية. وبعد أكثر من ثلاثة أشهر استطاع المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، الانتصار على وزارة الري؛ حيث أعلن أنه سيتم إنشاء مشاريع للشباب داخل ممشى أهل مصر، على غرار شارع "أهل مصر" الذي تم افتتاحه بحي النزهة لاستيعاب مشاريع الشباب الصغيرة، على شاكلة عربة البرجر والبطاطا، وذلك بالتنسيق مع الرقابة الإدارية، لتوفير فرص عمل للشباب، والقضاء على البطالة.