ريم غنيم.. تترك وظيفتها المضمونة من أجل مطعم متنقل «تقرير»

سيدة جميلة في بداية العقد الثالث من عمرها، يمكن للمار بشارع البحر بمنطقة مساكن شيراتون أن يلحظها بال "تيشيرت" و"مريلة المطبخ" من النافذة المفتوحة لشاحنة مختلفة ومميزة أقرب في لونها من لون "المسطردة" وفى شكل أقرب إلى "الميكروباص".
تبدو هذه السيدة في حالة من نشاط لافت للنظر كما تبدو أيضًا وهي تتحرك في مساحة واسعة وكأن الشاحنة مفرغة من الداخل، وبمجرد الاقتراب منها تفوح روائح شهية نفاذة لطعام مشوي ، كما تظهر قائمة طعام مكتوبة ب "الطباشير" على سبورة سوداء اللون تحمل أصنافا وأسعارا تؤكد أن هذه الشاحنة ما هي إلا Food Truck أو مطعم متنقل يحمل اسم Mr.Puffz.
يقدم المطعم المتنقل وجبات شهية صحية، وتعمل هذه السيدة في نشاط ملفت ومتواصل وتدير المطعم وتقدم الوجبات والأصناف بنفسها.
"ريم غنيم" قررت التخلي طواعية عن وظيفتها المضمونة المؤمنة بدافع من شغف متأصل بالطعام وقامت باستغلال كافة خبراتها المهنية والمادية لكي تخرج بمشروعها إلى النور.
البداية
كانت ريم، التي درست الإعلام، تعمل في مجال التسويق والإعلانات وتحليل المحتوى، وهي وظيفة مضمونة ومستقرة إلى حد كبير، تضمن لها عائدا شهريا ثابتا، ولكن الشغف الكامن بداخلها تجاه الطعام ثار بعد أن ظل خامدًا لسنوات طوال، ودفعها للمغامرة في سبيل تحقيق حلم كان يراود نفسها.
كانت ريم عاشقة للطعام وذلك يرجع إلى والدتها ذات "النفس" المميز في إعداد الطعام، كما أن ثمة رغبة كانت متأصلة في نفسها حول امتلاك مشروع خاص بها دفعتها هي الأخرى للتفكير في إطلاق "Mr.Puffz" "بدأت أستعد للمشروع فعليًّا من 2014 وبحثت وقرأت واتعلمت كتير عن الوصفات والأكل وال Food Truck حول العالم ومتطلبات السلامة والأمان للمشروع ده واستفدت من كل خبراتي السابقة".
الخروج إلى النور
وخرج مشروع Mr.Puffz إلى النور مع شهر رمضان الماضي "اخترت الاسم ده عشان حلوى ال "كريم باف" هي أكتر حاجة بتميزنا"، واختارت ريم "مساكن شيراتون" لأنه الحي الوحيد الذي سهل لها إمكانية عمل مشروعها، وبالفعل لاقى مشروعها استحسان الكثير من رواد المنطقة، ولقد كانت "ريم" حريصة على اختيار الأصناف التي تقدمها وحرصت كذلك على إضافة المكونات الأصلية لكل وصفة بمقاديرها الدقيقة "أنا بجيب الفانيليا من مدغشقر لأن هي دي الفانيليا اللي المفروض بتتعمل بيها حلوى الباف".
وتحرص ريم في Mr.Puffz على تقديم طعام صحي مشوي بدون استخدام زيوت وقالت: "كل أكلنا مصنوع في البيت والدهون فيه قليلة حتى البرجر 100% من اللحم بدون أي إضافات.. وبنتميز بإننا نقدمه في توست مش كايزر أو عيش عادي".
وعمن يساندها في مشروعها أكدت أن والدتها هي الملهمة الأولى لها فضلًا عن شقيقها الذي يساندها في كل خطواتها وعدد من المؤمنات بأفكارها ومشروعها.
وتقول: "بتعامل مع الناس اللي بتشتغل معايا كأننا شركاء بنتقاسم الأرباح كل 3 شهور وده بيخلينا كلنا نحس إننا بنشتغل في حاجة ملكنا كلنا"، وعن مواعيد العمل أكدت ريم: "أنها ليست ثابتة حتى الآن.. في أوقات الذروة كنت بشتغل أوقات طويلة وكنت بكمل لليوم التاني".
المصاعب والأحلام
"ازاى تقفي في الشارع كده لوحدك.. هتسيبي وظيفتك المضمونة ازاي.. طيب استني لما تضمني المشروع الأول".. عبارات واجهت ريم بمجرد الإعلان عن فكرتها ولكن إصرارها كان هو سيد الموقف، وبالرغم من إصرارها هذا إلا أنها كانت على وعي تام بكل الظروف التي تحيط بعملها ومتطلباته وقالت: "أنا مبسوطة ومرتاحة لأني بعمل حاجة بحبها.. لكن كمان باخد بالي من لبسي عشان يكون مناسب للمكان وطبيعة الشغل".
وعن طموحاتها وأحلامها فقد عبرت ريم عن أمنياتها بأن يصبح ل Mr.Puffz فروع عدة، وأن تنتشر فكرتها وتصبح بمثابة مصدر لإلهام الفتيات الراغبات في تنفيذ أفكارهن حتى وإن لم تكن الظروف في صالحهن.
وقالت: "تحقيق الأحلام لابد أن يكون مقترنًا بالصعاب لذا فإنها تشكو من ارتفاع أسعار المحروقات الذي أثر بالسلب عليها، أنا ماشية قانوني وعمري ما هسرق كهرباء عشان كده اشتريت مولد لكن بقى بيستهلك مني بنزين كتير والميزانية هتتعدل بعد موجة الغلاء الأخيرة".
شغفها بالطعام يقودها لهجر الوظيفة المضمونة... من طرف vetogate2014