سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكاية «مروة عيد» أول مصرية تحصد لقب «هداف الدوري الفرنسي».. بدأت من مركز شباب زينهم ووصلت للعالمية.. موهبتها خرجت من قلب الأحياء الشعبية.. الغربة ضريبة النجاح.. وتؤكد: طموحات بنات مصر «تُقتل»
وجه أسمر تشكله ملامح بسيطة، تشبعت من هواء القاهرة وأحيائها الشعبية، وصوت تملؤه أنفاس القوة والإصرار، هكذا تبدو «مروة عيد»، لاعبة كرة اليد المصرية المحترفة بنادي نيس الفرنسي، وأول لاعبة كرة يد مصرية وعربية تحمل لقب "هداف" في الدوري الفرنسي، في حديثها تجد الشغف والتعلق بالأصول الشعبية التي تنتمي إليها أسرتها، حيث بيت العائلة في منطقة مساكن زينهم بالقاهرة «أنا دايما عندي الحنين لمنطقتي وجيراني بشوف فيهم مروة الحقيقية على طبيعتها، أنا شاربة من المناطق الشعبية المصرية». موهبة من قلب الأحياء الشعبية «اليأس توأم الأمل.. وشعره المرتجل»، هذه العبارات التي تغنى بها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على أحد مسارح مدينة رام الله، تتجلى حية في روح العزيمة التي تحملها مروة بين يديها حين تقبل على أي مباراة عاقدة العزم على الفوز لا غيره، فطبيعة البيئة الشعبية التي نشأت فيها لم تكن بالنسبة لها منذ البداية تشكل عائقًا، لكن نظرة المجتمع ككل كانت رافضة لما تفعله «الأول كانت الناس تستغرب خروجي ودخولي بملابس النادي، لكن بعد التقدم اللي حصل الفترة الأخيرة بدأوا يتقبلوه». أسرة رياضية ولأن الأسرة هي العمود الفقري للبناء البشري، تجد «مروة» أنها محظوظة بأسرتها متوسطة الدخل، والتي تحوي رياضيين بمعنى الكلمة، أختها الكبرى كابتن منتخب مصر لكرة اليد، وكان لها الدور الأبرز في بلورة فكرة لعب كرة اليد لدى «مروة»، وانضمامها للنادي الأهلي واللعب فيه، علاوة على والديها اللذين شجعاها منذ البداية، «أهلي وصحابي وجيراني كانوا دايمًا في ظهري حتى في غربتي أهلي كانوا موجودين في كل تفصيلة في حياتي». حلم الاحتراف الأحلام لمن سعى لا تأتي فرادى، فحين تمنت «مروة» منذ طفولتها أن تلتحق فقط بالنادي الأهلي أو تصبح متدربة به، لم يخطر ببالها أن الأمر سيتطور لتصبح كابتن فريق في نادي نيس الفرنسي، ومن ثم أول هدافة عربية في نادي غربي عام 2010، «النادي الأهلي كان له الفضل الكبير عليا في إني أوصل لفرنسا وأمضي عقد 3 سنوات عمل فيه، الأهلي علمني وأضافلي كتير، اتعلمت هنا معنى الاحترافية جوه النادي الأهلي». إصابات ملاعب وعن الإخفاقات التي تعرضت لها مروة، ترى أنها جميعها جسدية، إصابات ملاعب وتدريبات، أما الإخفاقات المعنوية فلا تحظى بأدنى أهمية لديها بالأساس «أنا مبسمحش لحد يجي على حلمي أيًا كانت مكانته». كلما كبرت مروة نمى الحلم بداخلها وتشعبت أفرعه، فعندما أصبحت لاعبة بنادي أفريقي، لم تتوقف عند هذا الحد لكنها أصرت بالتدريبات والإيمان بما تفعله أن تصل لكابتن فريق بنادي درجة أولى بإحدى الدول الأوروبية. الغربة.. ضريبة النجاح لكن لكل نجاح ونقطة جديدة يضيفها الإنسان إلى قائمة طموحاته، لا بد على الصعيد الآخر أن يدفع لهذا النجاح ضريبة وثمن، وكانت ضريبة مروة هي «الغربة» والابتعاد عن أهلها وأصدقائها معظم شهور السنة، «في البداية كنت حاسة إني غريبة ومش عارفة أتعامل خاصة لاختلاف الثقافات، لكن مع الوقت أصبحت الحياة خارج مصر زي داخلها». نظرة الأسرة تتمنى «مروة» أن تتغير الصورة الذهنية التي تكونها الأسرة المصرية عن الفتاة أنها لا بد في النهاية أن تتزوج وتنتهي رحلتها في استكشاف الحياة قبل أن تبدأ، أيضًا نظرة المجتمع للفتاة التي تمارس رياضة بعينها، خاصة كرة اليد، لا بد وأن تتغير كليًا «البنت زي الولد وللأسف معظم طموحات البنات في مصر بتتقتل بسبب طريقة تفكير الأسر».