على ابن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه، أول نموذج صادق للصبية الذين عرفوا الطريق الصحيح للنجاة من مكر الدنيا وأهلها، ومع صغر سنه فقد كان أهلا لتحمل المسئولية والتضحية بحياته فى سبيل إعلاء كلامه الحق. كان "على ابن أبى طالب" أول من صدق برسالة نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، لا لأنه ابن عمه، ولا لأنه كان بمثابة ابنه الذى لم يفارقه يوما فتعلم من رسول البشرية كيف تكون مكارم الأخلاق، لكن لأن الله رزقه بنور أضاء قلبه وعقله فأرشده للطريق الصحيح. والمتبحر فى عالم الأقوال والمأثورات يجد أن لرابع الخلفاء الراشدين الكثير من المآثر التى يمكن أن نستشهد بها فى حياتنا اليومية، لنستشعر تلك الطاقة الإيجابية التى تدفعنا دائما نحو الصبر وحسن الظن بالخالق الوهاب، لنحظى بسعادة الدنيا والآخرة. ومن مأثورات على ابن أبى طالب: "عجبت لمن ابتلى بأربع، كيف يغفل عن أربع: عجبت لمن خاف قوما كيف لا يقول: "حسبى الله ونعم الوكيل"، والله تعالى يقول: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء". وعجبت لمن أُعجب بأمر كيف لا يقول: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، فإن الله يقول: "ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله". وعجبت لمن مُكر به، كيف لا يقول: "وأفوض أمرى إلى الله، إن الله بصير بالعباد"، فقد قال الله تعالى بعدها: "فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب" وعجبت لمن أصابه هم أو كرب، كيف لا يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين" فقد قالها يونس، وقال الله بعدها: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين".