سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هيكل": تلويح مبارك بيده "مشهد عبثى".. والبحث عن أمواله فى البنوك "مضيعة للوقت".. وإعادته إلى السجن تصرف لا يليق بدولة.. والمعركة فى سوريا تدار من الخارج.. ومصر خضعت لإملاءات خارجية
فجّر الكاتب الصحفى، محمد حسنين هيكل، مساء أمس الخميس، العديد من المفاجآت وكشف العديد من الأسرار، للإعلامية لميس الحديدى، فى اللقاء الأسبوعى الخاص لقناة "سى بى سى"، بعنوان: مصر أين وإلى أين؟ تلويح مبارك بيده "مشهد عبثى".. أكد هيكل أن من أهم أخطاء المجلس العسكرى بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى فى المرحلة الانتقالية كان تعامله مع مبارك، مضيفًا أنه كان يجب معاملة مبارك بصورة لائقة حتى تثبت إدانته، وقال: إن مشهد مبارك وهو يلوح لمؤيديه "عبثى"، موضحًا أن المجلس العسكرى لم يدرك أن ما جرى فى مصر ثورة، فترك مبارك بشرم الشيخ. وأكد أنه لا يعرف الصفقة التى تمت مع مبارك، وهمهمته خلال محاكمته تؤكد عدم التزام الأطراف الأخرى بها، مشيرًا إلى أن هناك فارقًا بين تفجيرات بوسطن وأحداث 11 سبتمبر، وأن الحادث لا علاقة له بتنظيم القاعدة، موضحًا أن الحرب على الإرهاب نوع من الحرب الوهمية للتغطية على الفشل، وأن تفجيرات بوسطن قد تكون حادثًا إرهابيّا أو خللًا فى المجتمع الأمريكى. إعادة مبارك إلى السجن تصرف لا يليق بدولة.. وفى السياق ذاته، أكد "هيكل" أن إعادة مبارك إلى السجن تصرف لا يليق بدولة، وأن دولة مبارك لم تكن فساد دولة وإنما دولة فساد، موضحًا أن تهمة مبارك الرئيسية يجب أن تكون كيف وصل بالبلاد إلى هذا الحد وليست قتل المتظاهرين، وأضاف أنه كان يجب السير بالثورة فى طريقين أحدهما سياسى والآخر جنائى، معلقًا: "كنت أفضل أن يقوم الجيش بتحديد إقامة مبارك أو ترحيله من مصر". لا مانع من حصول مصر على قرضٍ من قطر.. وعن قرض صندوق النقد الدولى وقرض قطر، أكد "هيكل" أن قرض صندوق النقد من أعمال السلطة التنفيذية، وأنه من الخطأ تسييسه حزبيًا، مضيفًا أن تسييس قرض صندوق النقد يتيح لأطراف دولية عديدة رفضه، واستطرد: "أخبرت قادة جبهة الإنقاذ وجهة نظرى فى موقفهم من صندوق النقد، ولا أمانع من حصول مصر على قرض من قطر لظروف البلاد". الكلام عن قطر يقلل من شأن مصر.. وفى الإطار ذاته، أكد هيكل أنه لا ينبغى ونحن نقاوم الإخوان أن نجعل الشعب المصرى يدفع الثمن، ويجب أن نفرق بين الإخوان وسياستهم، والشعب المصرى واحتياجاته، مشيرًا إلى أن الكلام الكثير عن خطورة قطر يقلل من شأن مصر. المعركة فى سوريا تدار من الخارج.. وعن الشأن السورى، أكد "هيكل" أنه إن لم يكن الأخضر الإبراهيمى؛ المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، قد استقال فهو فى طريقه للاستقالة، وأضاف أن الأخضر الإبراهيمى يؤجل استقالته لحين ذهابه إلى مجلس الأمن، مؤكدًا أن صعوبة المهمة فى سوريا وراء استقالة الدابى وعنان والإبراهيمى؛ بسبب تدفق السلاح والحملات الإعلامية الشرسة". البحث عن أموال "مبارك" فى البنوك "مضيعة للوقت".. وفى سياق آخر، أكد "هيكل" أن البحث عن أموال مبارك فى البنوك نوع من مضيعة الوقت، وأضاف أن مجلة "التايمز" تحدثت عن قيام زوجة "ابن على"، الرئيس التونسى السابق، بتهريب سبائك ذهب من تونس، والبحث عن الأموال المهربة فى المكان الخطأ يسبب مشكلات ومجهودًا فى غير الاتجاه. إسرائيل دخلت 3 حروب ضد مصر بدعم من بترول إيران.. وفى سياق آخر، أكد "هيكل" أن العالم العربى كان يرى التهديد قادمًا من إسرائيل والصراع معها كان إقليميّا، وأن لقوى دولية يدًا فيه، وأضاف أن بعد 73 أصبح الإتحاد السوفييتى العدو فى أفريقيا، وأمريكا لم تكن تستطيع محاربة السوفييت مباشرة بالسبعينيات لفضيحة ووتر جيت، موضحًا أن الصراع انتقل من كونه دوليّا على مستوى مهيب إلى صراع سنى شيعى، والآراء فى مصر حول دورها تراوح ما بين الوطنية المصرية والوحدة العربية، والملك فاروق مد نفوذ مصر خارجها؛ حيث إن المدرسة المصرية الجديدة فى الثلاثينيات اتجهت شرقًا إلى إيران، وتوج هذا الاتجاه بزواج ملكى، فالأميرة فوزية أخت الملك فاروق تزوجت بشاه إيران، وهو زواج سنى شيعى عقده الشيخ المراغى. وأضاف أن الملكة نازلى أكدت أن فشل زواج الأميرة فوزية من شاه إيران ليس لكونه سنيّا شيعيّا، لكن لاختلافها مع البلاط الملكى، وقال هيكل: إنه وافق على قرار عبدالناصر بقطع العلاقات مع إيران عقب توددها دبلوماسيّا مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تحارب إلا بالبترول الإيرانى عام 56 و67 و73، وأن إيران لم تقدم مساعدات نهائيّا لمصر خلال حرب 73، والسادات لم يذكر مساعدة إيران لمصر وقت الحرب، لكن ألمح إليها لاحقًا، وقال: "إيران لم تدعمنا مطلقًا فى حرب 73، ولكن البترول الإيرانى كان يتدفق على إسرائيل، والمدافعون عن السادات هم من يرددون مقولة مساعدة إيران لمصر خلال حرب أكتوبر بالبترول، وشاه إيران لم يوافق على إعطاء بترول لمصر خلال حرب 73". "الفيتو" على عودة العلاقات المصرية - الإيرانية، كان أمريكيّا إسرائيليّا سعوديّا.. واستطرد "هيكل" بأن الخمينى عاتب شيخ الأزهر بسبب فتوى تعتبره خارجًا عن الحاكم، وقال: "بعد عودتى إلى مصر طلب منى مكتب "السادات" كتابة تقرير عن مقابلتى مع الخمينى، ورفضت لأنى لست موظفًا بالدولة، مؤكدًا أن المرجعية الدينية فى إيران هى سلطة الحكم، وأن الفيتو على عودة العلاقات المصرية - الإيرانية كان أمريكيّا إسرائيليّا سعوديّا". مصر خضعت لإملاءات خارجية لمقاطعة إيران.. وتابع "هيكل" مؤكدًا على انزعاجه من الدعوات التى تنادى بمقاطعة السياحة الإيرانية فى مصر، وموضحًا أن كل دول العالم لديها علاقات مع إيران باستثناء إسرائيل، كما أن الولاياتالمتحدة لا تريد تدمير إيران بل تسعى إلى تغيير نظامها الحالى، فيما أكد أن مصر خضعت لإملاءات خارجية بمقاطعة إيران، وأضاف أن إيران وتركيا ومصر الأكثر تأثيرًا فى المنطقة دائمًا، والدور الإقليمى يفرض حماية أولويات الأمن القومى، وبلاد الشام منطقة جريحة بين القوى الإقليمية، وأراضيها شهدت نزول الأديان السماوية.