أشار تقرير "Makus Wehner" بصحيفة "فيلت أم زونتاج" في عددها الأسبوعى اليوم الأحد تحت عنوان "الخليج يتهدد بحرب ساخنة جديدة "إلى أن السعودية تعاملت بقسوة شديدة مع قطر لإجبارها على البقاء في التحالف مع إيران، وذكر أن السبب في اشعال الموقف هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولفت إلى أن الدبلوماسيين الغربيين يتحدثون عن طرق قديمة يتم فيها اتهام قطر بمساعدة الإرهابيين الإسلاميين في سوريا، ولكنها لا تستدعي رد فعل كبير بمثل هذا الشكل الحادث بقطع العلاقات، فالدوحة تساند الإخوان المسلمين منذ الربيع العربي والذين كانوا في دول مصر وتونس ودول أخرى. وأضاف أن فقدان الإخوان المسلمين السلطة في مصر في صيف عام 2013، يعتبر هزيمة أيضا لقطر والتي قامت بإيواء واحتضان كثيرين من قيادات الإخوان منذ ذلك الحين، وهو ما أغضب القاهرةوالرياض من منح هؤلاء الحماية في قطر. وأضاف أنه بالرغم من أن قطر وتحت ضغط السعودية والولاياتالأمريكية وجب عليها الاعتراف بحكومة الرئيس السيسي الجديدة آنذاك إلا أنها لم تقطع علاقتها بالإخوان المسلمين، وأيدت قطر بقوة حركة حماس في غزة وهو ما اعتبر وخز في عين السعودية وأيضا هذه المساعدة تم الطلب فيها من قطر التوقف عنها. وتابع بأن السعودية طالبت بإغلاق قناة الجزيرة أو على الأقل تحجيمها، وكانت قطر قد أكدت بأن ماحدث من إصدار تصريحات مسربة عن أميرها ضد السعودية بسبب حدوث هاكر على وكالتها للأنباء وهو ما أكد فريق للبحث الجنائى الأمريكى "FBI" صحته بعد التحقق منه صحة حدوثه بسبب هاكر روسى اخترق النظام للوكالة القطرية في أبريل الماضى مع أن موسكو نفت ذلك. وطبقا لمصادر أخرى أشارت إلى أن إيران كانت خلف هذه الإجراءات والتسريبات، وتنظر السعودية لما تم تسريبه على أنه تقرير حقيقي وقد تناولت وسائل الإعلام السعودية إثارة وتكرار تصريحات أمير قطر التي زعم إصدارها بلا توقف، ولم يسمع أحدا لنفي قطر، خاصة أن الرياض كانت مغلقة مدخل الإنترنت وتحظر الدخول للموقع القطري. ولفت إلى أن تقارير مستقلة أكدت على أن ما حدث حقيقة لم يحدث من قبل وأكد دبلوماسيين غربيين على أنه لا يحتمل مطلقا أن يكون أمير قطر قد ذكر ذلك. كما دعا وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتياس دول الخليج بالاعتدال في هذا الموقف، وأشاد بدور قطر في مكافحة إرهاب تنظيم الدولة مع التحالف الدولى، وطالبا دول الخليج بإنهاء النزاع الحادث، وذكرا أنه من المهم بقاء التحالف في تماسك ضد تنظيم الدولة، ومن ضمن ذلك وجود ضباط من السعودية والإمارات العربية بقاعدة القيادة في مركز قطر. وقال إن الوزيرين الأمريكيين قاما بتوضيح الموقف دون رئيسهم الذي قام بالإشادة صباح الثلاثاء الماضي بما حدث ضد قطر وأن ما حدث أعتبره أول رد فعل إيجابى على زيارته للسعودية. ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية تعتقد بأن الولاياتالمتحدة تقف في صفها تماما ضد إيران وبذلك عمدت على توجيه ضربة جماعية لإيران تحت مظلة اعتقادها هذا ولكنها كانت ضد أضعف عضو وهو قطر. واستطرد أن قطر لا تبدى أي دلالة على تغيير موقفها وأن البلاد ليست مستعدة للتخلى عن استقلالية سياستها الخارجية مثلما ذكر وزير خارجيتها محمد الثانى أثناء اللقاء يوم الجمعة مع وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل كما أنها ليست مستعدة في التخلى عن مساندتها للإخوان المسلمين. وذكر أيضا بأن قطر في موقف صعب فلديها القاعدة الأمريكية العسكرية والتي تمنحها إحساسا بالحماية بالتأكيد، وإذا ما فكرت أمريكا في تغيير مكان القاعدة وسحبها من قطر ستتكلف كثيرا من المليارات كما أن جيران قطر مثل دولة الإمارات تعتمد على غاز قطر. وتابع بأن تركيا تدخلت في الصراع بوضوح إلى جانب قطر وأعلن البرلمان التركي عن موافقته على إرسال جنود أتراك إلى قطر وقد تحدثت تقارير إعلامية تركية عن أن عدد هؤلاء يبلغ ما بين 500 إلى 600 جندى تركى لقطر، أما ألمانيا فدعت الجانبين بالاعتدال ويميل كل من الطرفين إلى رفض قيام ألمانيا بدور الوساطة مثلما أشارت السعودية لرفض مثل هذا التدخل. واختتم التقرير أنه حتى الآن لا تستطيع سوى واشنطن من وقف أو منع تصعيد الأزمة، ولكن السؤال هل يمكن في الخليج الاعتماد على الرئيس الأمريكى ترامب في عقد السلام في هذه الأزمة؟ وذكر أن ذلك الأمر يوجد شك حوله في برلين. ويصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأحد، العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في القمة التي تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا تحت شعار "الاستثمار في مستقبل مشترك". وتأتي مشاركة الرئيس بالقمة التي دعت إليها المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" في إطار الأهمية التي توليها مصر لتفعيل التعاون ما بين الدول الأفريقية.