دون غيره من شهور العام، يختص شهر رمضان المعظم بروح وأجواء فريدة من نوعها، فيشعر الجميع وكأن الشفافية، والإقدام على كل فعل يقرب إلى الله يحتلان المشهد هذا العام في كل ركن من أرجاء "المحروسة". صلاة التراويح وما يليها ويسبقها من جلسات ذكر وتعبد وتلاوة القرآن الكريم، أو اللجوء لساحات المساجد كنوع من مجاهدة النفس لمحو كل ما يعكر صفوها، أبطال الليل القاهري في رمضان. ما إن ينتهي الإفطار، وتبدأ المساجد التحضير لرفع أذان العشاء، يتسارع الجميع للوقوف بين يدي الله مستحضرين عظمة ربهم في قلوبهم، فتهرع الصغيرات والفتيات للملابس الفضفاضة المخصصة للصلاة، ويمسك الفتى الصغير بذراع والده، متجهين إلى المسجد لأداء الركن الأساسي من أركان الأيام الرمضانية. حتى تغلبهم الطبيعة الطفولية، فيركن البعض إلى أحد أعمدة المسجد، سابحين في نوم عميق لحين انتهاء الصلاة. يبدو أن النوم في أروقة المسجد بين ركعات "التراويح"، له مذاق خاص، كأنه شعور بالبقاء في رحاب الله والتسليم إليه. فهو مشهد طبيعي وثابت في معظم المساجد في رمضان أن تنزل السكينة على جوانب المسجد من حين لآخر.