كنا ننفذ المهام الموكلة إلينا باحتراف.. ويا ويل الجندى أو الضابط الإسرائيلى الذى يقع فى طريقنا مجموعة الأشباح ..أشرس وحوش الصاعقة فى العالم وقع خبر الهزيمة واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء في حرب يونيو67 كالصاعقة عليه فقد كان وقتها يعمل ضابطا ضمن فرقة مصرية لحماية ميناء الحديدة باليمن، وساعتها انتفض وقرر العودة إلى مصر وتلبية نداء الواجب والثأر للوطن.. إنه القبطان البطل وسام عباس حافظ، كبير مرشدى قناة السويس حاليًا وأحد أبطال المجموعة 39 قتال، مجموعة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى التي أرعبت إسرائيل وزلزلت الأرض تحتهم ومنعت من أعينهم النوم حتى أطلقوا عليها مجموعة "الأشباح". وفى الذكرى الخمسين لنكسة يونيو التقته "فيتو" لتتعرف منه كيف حضر ومجموعته لحرب أكتوبر بشن العمليات الانتحارية خلف خطوط العدو الإسرائيلي... والتفاصيل في السطور التالية: كيف كانت بداية التحاقك بالقوات المسلحة ؟ أبى كان ضابطا في حرس الحدود يعمل في قناة السويس وكثيرا ما شاهدت والدى والرئيس الراحل جمال عبد الناصر يجتمعان في منزلنا لمناقشة كيفية استرداد القناة منذ عام 1951، ومنذ ذلك الوقت قررت أن أصبح ضابطا يدافع عن مصر وممتلكاتها وشعبها. فعقب انتهائى من المرحلة الثانوية قدمت أوراقى إلى الكلية البحرية ولم أقبل فيها ثم دخلت كلية الزراعة، وبعد 3 أشهر تقدمت مرة أخرى للكلية البحرية، وتم قبولى هذه المرة ودخلت الكلية عام 1961 وتخرجت فيها في 26 يوليو 1964 ملازما وخدمت في العديد من الوظائف بالقوات البحرية من بينها العمل في كاسحات الألغام ولنشات الصواريخ ولنشات الطوربيد حتى تم اختيارى للانضمام للواء الوحدات الخاصة بالقوات البحرية أو الصاعقة البحرية في سبتمبر 1965. كيف تمكنت إسرائيل من إلحاق الهزيمة بمصر في 67 من وجهة نظرك؟ الهدف الأساسى من ضرب مصر في 67 كان وجود أمريكا في منطقة الشرق الأوسط التي بدأت تلعب وحليفتها إسرائيل في المنطقة، الأمر الذي استفز عبد الناصر الذي رد على ذلك بطرد القوات الدولية على الحدود وإغلاق مضيق تيران، فحدثت ضربة 67 التي كان هدفها الرئيسى تكسير عظام عبد الناصر وإخضاع مصر مرة أخرى للاحتلال بزرع إسرائيل وسط العرب، ولكنهم لم يتمكنوا من دراسة أيديولوجية الجيش والشعب المصرى الذي لا يترك أرضه أبدًا مهما كلفه من تضحيات، ومصر هي الدولة الوحيدة التي لم يستطع الاستعمار باختلاف أنواعه التأثير فيها. كيف كان انضمامك إلى مجموعة الأشباح 39 قتال؟ لم أنس أبدًا اليوم الذي عدت فيه من اليمن يوم 12 يونيو 67 وكانت الحرب قد انتهت، ورأيت بعينى اليهود وهم يقفون على الضفة الشرقية للقناة يتبادلون الأسرى مع مصر وحاولت آخذ سلاحًا من أحد الجنود المصريين على غرب القناة لضرب الجنود الإسرائيليين إلا أن أحد الضباط هدأ من روعى قائلا "لا بد أن نتحمل لأن أي جندى يسقط منهم الآن سوف ينتقمون له من أسرانا فتركت السلاح وعدت للإسكندرية للالتحاق بقاعدتى ومنظر جنود الاحتلال الإسرائيلى لا يفارق خيالى وبداخلى حزن ورغبة دفينة في الانتقام وسرعان ما أكرمنى الله عندما قابلت البطل إبراهيم الرفاعى في سبتمبر 67 عندما كان يختار عناصر المجموعة 39 قتال والتي من بينها عناصر من الصاعقة والبحرية والتي كانت تخضع مباشرة لإدارة المخابرات الحربية وكانت تنفذ عملها في سرية كاملة ومجموعة الاشباح تعد أشرس وحوش الصاعقة في العالم. ماذا عن أهم العمليات التي شاركت فيها؟ شاركت في جميع العمليات التي نفذتها المجموعة منذ التحاقى بها قائدًا لأحد الزوارق البحرية التي تسهم في تنفيذ المهام، بالإضافة إلى تأمين منطقة الإنزال، وتغطية ظهر المجموعة أثناء العمليات حتى لا تصيبهم رصاصات الغدر من الخلف، ثم العودة برجال المجموعة مرة أخرى بعد المطاردات، والمناورات التي كانوا يقومون بها ضد زوارق العدو الحربية، وطائراته عقب كل عملية. وما هي أهم وأصعب المهام التي قمت بها مع المجموعة؟ أصعب العمليات التي شاركت فيها كانت تدمير الرصيف البحرى بالكرينتينة المواجه لقناة السويس، فبعد تنفيذ المهمة وعودة الزوارق فوجئنا بقصف مكثف للعدو علينا، ما رفع المياه بالقارب وسقطت إحدى الدانات بجواره أدت لاستشهاد الرائد عصام الدالي، مهندس العمليات والمقاتل عامر وقذفتنى عاليًا وأصبت بعدد من الشظايا إلا أننى استطعت المناورة وعدت بجثامين الشهداء إلى الضفة وباقى أفراد المجموعة وبصفة عامة كنا ننفذ المهام باحتراف وويل للجندى أو الضابط الإسرائيلي الذي يقع في طريقنا. وماذا عن أهم العمليات التي نفذتها في حرب أكتوبر؟ في حرب أكتوبر عبرنا قبل عبور القوات الأرضية لتعطيل العدو الإسرائيلى ومجنزراته عن الاقتراب من القوات التي تعبر القناة حتى بناء الكبارى وعبور الأسلحة الثقيلة. كما نفذت المجموعة العديد من طلعات الاستطلاع والتطهير. وشاركت في نقل المجموعة لتصفية الثغرة التي استشهد فيها البطل إبراهيم الرفاعى وعدد من أكفأ أبطال الجيش المصرى في تحرير سيناء الغالية، ثم خرجت من الخدمة بعد انتهاء الحرب بناءً على طلبى برتبة رائد متقاعد يعمل مرشدًا بقناة السويس التي أعشقها حتى وصلت إلى كبير مرشدى الهيئة.