أكدت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون كلاين، إن برلين مستعدة لبدء سحب قواتها المنتشرة في قاعدة إنجرليك التركية في أقرب وقت، قائلة إنها حددت قاعدة الأزرق الأردنية كخيار بديل. وقالت فون كلاين، في تصريحات صحفية أدلت بها اليوم الإثنين: "إننا مستعدون لإعادة نشر قواتنا، وحددنا مطار الأزرق (قاعدة موفق السلطي) في الأردن كبديل مشابه (لقاعدة إنجرليك)". وجاء هذا الإعلان بعد أن أكد وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، إن بلاده ليس أمامها خيار سوى البدء بسحب قواتها من قاعدة إنجرليك الجوية جنوبتركيا، نظرا لرفض أنقرة السماح للنواب الألمان بزيارتها. وتحتضن قاعدة إنجرليك حاليًا مجموعة من طائرات "تورنادو" الألمانية تنفذ تحليقات استطلاعية في كل من سوريا والعراق في إطار عمليات التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولاياتالمتحدة. ومن الجدير بالذكر أن المجموعة الألمانية المنتشرة في قاعدة إنجرليك تضم 240 عسكريًّا. وقال غابرييل، في مؤتمر صحفي مشترك عقده في أنقرة، في وقت سابق اليوم الإثنين، مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، عقب محادثات بينهما: "أوضحت تركيا أنه لا يمكنها، لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية، الموافقة على زيارات لأي من المشرعين (إلى قاعدة إنجرليك الواقعة في محافظة عدنة الجنوبية)". وشدد غابرييل في الوقت ذاته على أنه يجب أن يتمكن النواب من زيارة قوات بلادهم في تلك القاعدة، خاصة أن عمليات تلك القوات هناك حظيت بموافقة البرلمان (البوندستاج). وتابع وزير الخارجية الألماني: "يتعين على تركيا أن تفهم أننا في هذا الوضع يجب أن ننقل الجنود الألمان من إنجرليك... وفي هذه الحالة سيطلب البوندستاج من الحكومة إيجاد موقع آخر للجنود الألمان الموجودين في إنجرليك". وربط غابرييل هذا الرفض التركي بكون ألمانيا تدرس حاليا إمكانية منح حق اللجوء للعسكريين الأتراك، الذين فروا من تركيا على خلفية محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في البلاد ليلة 15 إلى 16 يوليو من العام 2016 والمشتبه، من قبل أنقرة، بضلوعهم في محاولة الانقلاب تلك. وقال وزير الخارجية الألماني في غضون ذلك: "أعلم أن تركيا لا تقبل هذا الوضع، لكن هذا هو النظام المبني على القانون في دولتنا، وأرجو أن يفهموا أن ما نفعله ليس عملا ضد تركيا، لكننا نقوم بذلك وفقا لقوانيننا، ونناقش هذا الموضوع بشكل مكثف في ألمانيا، وليس من الممكن أن نتعامل مع هؤلاء الفارين ال450 من تركيا على غرار الآخرين الذين يطلبون حق اللجوء في ألمانيا".