يرتدى "طاقية" تحمى رأسه من حرارة الشمس، ويمسك في يده "مقشة" يكنس بها التراب ويزيل القمامة من الشوارع، حتى تصبح نظيفة وجميلة، ورغم شقاء الحال، فإن الابتسامة لا تفارق وجهه، إنه محمد عبد الواحد الشاب الذي يودع العشرينيات، يعمل بهيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، يأتى يوميا من شبين القناطر من القليوبية، مؤكدا أنه يقتطع من راتبه 600 جنيه للمواصلات وهو ما يعادل نصف الراتب. رغم الراتب المتدنى الذي يحصل عليه "محمد" فإن هذا لم يمنع أحلامه من الظهور والتمدد أمامه، حيث أكد أنه يحلم بأن تصبح ابنته الكبرى مهندسة، والصغرى يتمنى لها أن تكون طبيبة، وأنه يسعى جاهدا أن يحقق حلمه حتى لو اضطروا ألا يأكلوا حتى يتعلموا كلهم. "كل ما اشترى لبس للبنات ألاقى الطقم ب200 جنيه مش عارف أجيب هدمة ليهم"، بهذه الكلمات تحدث "محمد" عن وضعه الحالى، مؤكدا حزنه الشديد لعدم تمكنه من شراء ملابس جديدة لبناته، وعدم مقدرته على توفير حياة جيدة لهم، شاكيا من غلاء الأسعار والمعيشة وعدم سد الراتب لأقل احتياجاتهم، مناشدا الحكومة التحسين من مستوى معيشة عامل النظافة.