منذ ما يقرب من عامين عقد منتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، تحت عنوان "المصريون يصنعون المستقبل"، ووجهت الدعوة للمشاركة في أعماله لعدد كبير من الخبراء في مجالات عديدة، للتعرف على رؤية كل منهم، لكيفية عبور التحديات في مجال تخصصه.. والانطلاق نحو المستقبل. وكان من بين المحاضرين في المؤتمر الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، ليتحدث عن التحديات التي تواجه التعليم الجامعى في مصر.. وكيف يتحقق الإصلاح للانطلاق نحو المستقبل.. ولم يتوقف نصار عند قضية التعليم الجامعي، وإنما قام برصد أحوال مصر بعد ثورتين، وأشار إلى أن هناك انقساما في الرؤي.. والعقل.. والتوجه ولدينا مناطق قوة.. ومناطق ضعف. وخلال المحاضرة أعلن نصار لأول مرة أنه لن يتقدم للترشيح لمنصب رئيس جامعة القاهرة مرة ثانية.. وقال: أمامى 24 شهرا.. أعدها باليوم.. حتى ارجع لنفسي. لم يتوقف النقاش بين النخبة التي شاركت في المؤتمر حول الأسباب التي دعت نصار إلى الإعلان المبكر عن نواياه في عدم الترشح، ومحاولة الربط بين الرؤية التي يقدمها في محاضرته للتشخيص الواقع المصري، بنبرة لا تخلو من الحزن، وما أشار إليه في أكثر من موقع من المحاضرة عن غياب الحلم المصري.. والرؤية المستقبلية، وأن التطرف أصبح صناعة مصرية. وبعد مرور عامين من تلك المحاضرة واقتراب موعد انتخاب رئيس للجامعة وإصرار نصار على موقفه تتعدد التكهنات حول الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا الموقف. قيل إن الحكومة لا ترغب في استمراره رئيسا للجامعة، وقد عبر وزير التعليم العالى في تعقيبه على القرارات الجادة التي اتخذها نصار بأنها تشعل الفتنة! وقيل إن الذين أضيروا من موقفه الحاسم ضد الفساد والحفاظ على المال العام، أضر بمصالح عديدة للعاملين ما دفعهم إلى استعجال رحيله. وقيل إن المتعصبين من الأساتذة لم يخفوا معارضتهم لقراراته الإصلاحية. وقيل إن رؤساء الجامعات الأخرى يشعرون بالغيرة والتقصير، بسبب المقارنة الدائمة بينهم وبين جابر نصار.