على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، إلا أن تدفق الأموال سرا من الصين إلى كوريا الشمالية لم ينقطع للحظة. لفترات طويلة، لم يكن هناك مطلقا أى دليل من الخارج على أن شقة رخيصة الثمن فى برج شاهق بمدينة داندونج الصينية هى فى الواقع شريان الحياة لكوريا الشمالية الذى يربطها بالعالم الخارجى، إلا أنه وعلى مدى عقد من الزمن فإن هذه الشقة كانت الفرع الصينى لمنظمة يصفها محققون أمريكيون بأنها شبكة مالية رئيسية فى جهاز أسلحة الدمار الشامل لكوريا الشمالية. ومنذ أن تأسس فرعه فى الصين عام 2004، فإن بنك كوانجسون، المعروف باسم بنك التجارة الخارجية ساعد فى نقل مليارات من العملة الأجنبية إلى بيونجيانج، وهى الأموال التى استخدمت لتمويل البرنامج النووى لكوريا الشمالية وبرامج الصواريخ الباليستية. وحينما أغلقت السلطات الصينية فرع البنك الشهر الماضى، بعد عشرة أيام من فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، كان ذلك إشارة واضحة على أن بكين بدأ ينفد صبرها إزاء نظام كيم جونج أون العنيد والغامض والميال للحرب بصورة متزايدة. وبالرغم من استياء الصين من سياسة كوريا الشمالية واستمرار تهديداتها، فإن بكين ترى أنها دولة يمكن التعامل معها حيث إنها تمثل حاجزا مهما أمام ما تعتبره محاولات أمريكية لمحاصرتها. ولهذا السبب، فإنه خلال يوم واحد الأسبوع الماضى لم تكن هناك صعوبة أمام 11 عميلا فى الفرع الرئيسى للبنك فى داندونج لنقل أموال من داخل الصين إلى بيونجيانج عاصمة كوريا الشمالية بالرغم العقوبات الجديدة للأمم المتحدة. ورغم أنه ربما تم إغلاق فرع كوانجسون فى الصين، فإنه من الممكن إرسال أموال من خلال فرعه المحلى الأصغر لكنه لا يزال بنكا حكوميا. وبالرغم من معارضة الصين العلنية لتصرفات كوريا الشمالية، فإن التجارة من داندونج لا تزال مزدهرة، وفى كل يوم تصطف عشرات الشاحنات خارج جمارك المدينة لنقل الحبوب والأسمدة وحاويات البضائع إلى كوريا الشمالية، ما يعنى أن المدينة لا تزال تجتذب الأغنياء فى كوريا الشمالية. * نقلاً عن صنداى تليجراف