أكد أحمد كامل، مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر، المشرف على العرض البانورامى لمشروع ذاكرة الأزهر الشريف؛ أن ما توصل إليه باحثو المكتبة من أن الشيخ محمد الخرشي، لم يكن أول شيخ للجامع الأزهر، وأنه سبقه في تولى هذا المنصب 11 شيخًا؛ جاء نتاج مجهود بحثى وتدقيق تاريخى هو الأول من نوعه في تاريخ العالم الحديث؛ قائلًا: "مشروع ذاكرة الأزهر الشريف، الذي وثق هذه المعلومة وأعاد تصحيح التاريخ المغلوط هو "هدية الأزهر للعالم". "كامل" أوضح أن أهم ما يميز هذا المشروع العالمى هو محوره الثانى المتمثل في "بانوراما الأزهر"، والتي تعرض وقائع تاريخية مهمة منها على سبيل المثال لا الحصر: صور نادرة للقاء أجراه الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل؛ عام 1976 ميلادية، مع علماء فضاء أمريكيين؛ ناقشهم خلاله في جوانب عديدة، وحثهم على استكمال مشوارهم العلمي، وأوصاهم أن يضعوا نصب أعينهم صالح البشر جميعًا دون تفرقة على أساس عرق أو لون أو دين، وهذا اللقاء يؤكد أن علماء الأزهر كانوا وما زالوا منفتحين على العالم أجمع ويقدرون العلماء ويثمنون دور العلم. مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر، أشار إلى أن من ضمن الحقائق التاريخية المهمة التي تكشف عنها "البانوراما" هي مجموعات "البوليس الوطني" التي شكلها علماء الأزهر أثناء ثورة 1919 ميلادية؛ بهدف حفظ النظام وتوفير الحماية اللازمة للمرأة المصرية التي خرجت إلى الشارع تهتف بالاستقلال لأول مرة في التاريخ خلال هذه الثورة، وهو ما يؤكد أن علماء الأزهر الأوائل لم يكونوا متشددين كما يدعى البعض، وأنهم كانوا يقدرون المرأة، بدليل أنهم منحوها حرية المشاركة في تقرير مصير الوطن مثلها مثل الرجل. وأضاف: "البانوراما" تعرض أيضًا صورًا نادرة للإمام الأكبر الدكتور عبد الرحمن تاج، شيخ الأزهر الراحل، وعددٍ من علماء الأزهر، أثناء تلقيهم تدريبات على حمل السلاح قبل المشاركة في صد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ميلادية؛ وهذا العرض يمثل استكمالًا للجانب الوطنى الذي حملة علماء الأزهر على كواهلهم منذ إنشاء الجامع. مدير العلاقات العامة بمكتبة الأزهر.. أنهى حديثه قائلًا: "التاريخ الإسلامى لم يعرف دار عبادة أو منتدى ثقافيًا أو كيانًا معرفيًا نال من الحب والتقدير مثلما ناله الأزهر الشريف جامعًا وجامعة؛ فحول أروقة هذا الصرح العريق التف الطلاب من شتى أنحاء العالم وصاروا فيما بعد حكامًا وملوكًا وأمراء وأصحاب قرار في بلادهم ومنهم على سبيل المثال "عبد الرحمن واحد" الذي حكم إندونيسيا، بعد أن تخرج في كلية الشريعة والقانون عام 1954".