فريد عبد الخالق عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين وأحد قادة جماعة الإخوان المسلمين البارزين فى فترة تأسيسها على يد المرشد العام الأول للجماعة حسن البنا، رحل عبد الخالق عن عالمنا اليوم وكان من المقربين له فى فترة مرضه وخلال السنوات الأخيرة من حياته عادل عبد البارى مساعده الذى يروى ل"فيتو" العديد من التفاصيل التى عاشها وسمعها مع عبد الخالق ومن أبرز الذين زاروه فى أيامه الأخيرة، موقفه من ترشح مرسى للرئاسة وتقييمه لأداء جماعة الإخوان المسلمين فى الفترة الأخيرة فإلى الحوار.. كيف كانت علاقتك بفريد عبد الخالق خلال فترة عملك مع؟ كل من اقترب من الأستاذ فريد يعرف أنه رجل بمعنى الكلمة وكان رحمه الله خلوقا وكان يستقبل غضب الآخرين ويحوله إلى طاقة من الحب، وكان أستاذا ومعلما للأجيال داخل جماعة الإخوان المسلمين وخارجها. منذ متى عملت معه؟ منذ ما يزيد على عشرة أعوام وتعلمت منه الكثير وكان يعاملنى كأخ وأحد تلاميذه ولم أرى منه طيلة هذه الفترة سوى المودة والاحترام والتقدير. هل كان يتحدث معك عن علاقته بحسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين؟ حينما كنا نجلس كان يحدثنى كثيرًا جدًا عن علاقته بالبنا وأنه قبل معرفته بالبنا كان مسلما عاديا يؤدى الفروض وفقط وحينما اقترب من البنا وجد نفسه أمام شخص آخر يعلمه الإسلام بفهم جديد يختلط بالوطنية ورفض وجود المحتل وكيف أن الإسلام يجعل قضايا الوطن هي الشغل الشاغل. ووجد أن حسن البنا قدوة حقيقية وحين سمع حسن البنا يتحدث عن الإسلام وكيف أن الإسلام قادر على حل مشاكل الوطن والمجتمع وجد أنه أمام شخص غير عادى ورأى البنا فى فريد عبد الخالق أنه قادر على الاستيعاب وقادر على الاقناع فقرر تعيينه مسئولا عن الطلاب وذلك بعد فترة قليلة من انضمامه للجماعة، وكان من ضمن ما حكاه لى فريد عبد الخالق هو أنه لم يبايع حسن البنا وإنما طالبه البنا بالعمل فورا داخل الجماعة، حيث روى لى أن بدايته مع الإخوان حينما التقاه صالح أبو رقيق حينما كان ذاهبا إلى السينما ودعاه لحضور أحد دروس حسن البنا وفى هذا اللقاء كان تأثير حسن البنا على فريد واضحًا وفى اللقاء التالى طلب البنا من فريد الذهاب له فى القاهرة وهو ما حدث بعد ذلك. كيف كانت علاقة فريد عبد الخالق بحسن البنا بعد ذلك؟ حكى لى فريد أنه حين قابل البنا بالقاهرة دعاه إلى السفر معه إلى إحدى محافظات الصعيد وكان ذلك فى فصل الصيف، واستقلا أحد قطارات الدرجة الثالثة شديدة الزحام رغم أن فريد عبد الخالق كان مرفهًا ويستطيع ركوب قطار الدرجة الأولى إلا أنه وجد نفسه فى ذلك الوضع. وكان فريد يدخن السجائر فقال له البنا إننا نقوم بمهام قد تعرضنا للسجن فى أى لحظة فهل تقبل أن تطلب من جندى أثناء وجودك فى السجن إعطاءك سيجارة فكانت إجابة فريد عبد الخالق بالطبع لا، ومن هنا أقلع عن التدخين وكان فريد يقول إن حسن البنا كان يقوم بتربيته. وكانت هناك مفارقة أخرى فى تلك الرحلة رواها عبد الخالق وهى أن عائلتين كبيرتين كانتا تتنافسان على استضافة البنا وحينما لم يتفقا على أن يتنازل أحدهما للآخر قال لهم البنا إنه سوف يقضى الليل فى مقر شعبة الإخوان ولن يقضيه فى منزل إحدى العائلتين، ولم ينم البنا وفق رواية عبد الخالق سوى ساعتين وإذا به يقيم الليل قبل صلاة الفجر. كيف كانت علاقة فريد عبد الخالق بالمرشدين المتعاقبين على الجماعة؟ عقب وفاة البنا كان هناك خلاف بين الستة المرشحين لخلافة البنا وقال لى الأستاذ فريد إنه كان من ضمن المجموعة التى ألقى على عاتقها الالتقاء بهم والاتفاق على اختيار شخص منهم ووقع الاختيار على حسن الهضيبى وكان من بين الأصدقاء المقربين له المستشار منير دلة وأطلق على تلك المجموعة "مجموعة الروضة" وهم كانوا مجموعة من القانونيين وهم من توصلوا لاختيار الهضيبى وإقناعه بقبول المنصب وكان لفريد عبد الخالق جملة شهيرة دائما ما كان يرددها " إذا كان حسن البنا هو من أسس الإخوان المسلمين فالهضيبى هو الهضبة العالية التى حافظت على استمرار الإخوان فى فترة الاعتقال والسجن" ولم يخضع ولم يتنازل رغم الاعتقال والتعذيب وحافظ على استمرار الجماعة، وكان من أقرب الناس إلى المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى. ومن أهم القضايا التى استشار الهضيبى فيها فريد عبد الخالق كانت قضية كتاب معالم فى الطريق لسيد قطب وذهب محمد قطب إلى فريد عبد الخالق بالملازم الأولى للكتاب ونصحه فريد عبد الخالق بعدم طباعة ذلك الكتاب وكانت وجهة نظره فى ذلك أن هناك الكثير من الشباب الذين ألقوا فى السجون وتعرضوا للتعذيب سوف يحملون الكلام الموجود فى الكتاب على محمل آخر وهو التكفير والعنف وتلك المناقشة دارت بينه وبين الهضيبى فور عودة محمد قطب للهضيبى بوجهة نظر فريد عبد الخالق، وما حذر منه فريد هو ما حدث فحينما دخلوا إلى السجن عام 1965 سأل المحقق حسن الهضيبى مرشد الإخوان عن كتاب سيد قطب معالم على الطريق فقال الهضيبى إن فريد عبد الخالق كان معترضا على طباعة الكتاب وحينما جاء الدور عليه فى التحقيق قال له المحققق إنه يستطيع الإجابة عن كل الأسئلة نيابة عنه إلا سؤال واحد وهو سبب رفضه لطباعة معالم فى الطريق فقال فريد عبد الخالق للمحقق ما قاله سابقا لحسن الهضيبى. من هم أبرز المترددين على فريد عبد الخالق فى السنوات الأخيرة ؟ كان مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين دائم الزيارة لفريد بشكل منتظم على مدار السنوات الأخيرة وحتى قبل وفاته وتكاد تكون الزيارة أسبوعية وكان عاكف يقبل يد فريد عبد الخالق، وكان يأخذ رأيه ويستشيره فى كثير مما يحدث وذلك تقديرا واحترما له ولدوره فى الجماعة رغم أنه خارجها وكذلك كان يأتى إليه الدكتور محمد بديع المرشد العام الحالى للجماعة . وكان يأتى أيضا عقب الثورة أشخاص من مختلف التيارات السياسية مثل عمرو موسى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وعبد الغفار شكر القيادى اليسارى وجورج إسحق القيادى بجبهة الإنقاذ حاليا وعبد المنعم أبو الفتوح والكثيرون ممن خرجوا عن جماعة الإخوان المسلمين. هل تم استشارة فريد عبد الخالق فى اختيار الدكتور محمد مرسى كمرشح باسم جماعة الإخوان فى انتخابات الرئاسة؟ لم يتم استشارته ولكن حينما جاء وقت الانتخابات ذهب وأعطى صوته له فى الجولتين ودائما كان يقول إنه إذا ترك الجماعة كتنظيم لكنه لم يتركها كفرا وكانت له مقولة رائعة " أحمد الله أن جاء اليوم الذى حكم فيه أحد أعضاء الإخوان المسلمين مصر" هل كان راضيا عن أداء الدكتور مرسى وجماعة الإخوان المسلمين عقب فوزه بانتخابات الرئاسة والأحداث الأخيرة؟ كان فريد عبد الخالق ينصح قيادات الجماعة بالاستماع إلى أصوات المعارضة ويطالبهم بالصبر وعدم العمل بمفردهم وكان حريصا على عدم وجود نزاع بالشارع وطالب الجماعة بذلك والرجوع إلى منهج حسن البنا باحتواء الجميع مهما كان الخلاف الايدلوجى معهم وعاتب الكثيرون من قيادات الجماعة على تصريحاتهم ورفض اعتداء شباب الإخوان على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية وطالب مرارا قيادات الجماعة بالحوار مع القوى السياسية لاحتواء الأزمات.