جاء اختيار مجلة "ارابيان بيزنس" للإعلامية لميس الحديدي ضمن أقوي 100 شخصية نسائية تأثيرًا في العالم العربي أمس الثلاثاء، ليؤكد أن مذيعة "هنا العاصمة" باتت الصوت النسائي الأكثر تأثيرًا ونفاذا في ساحة الإعلام التليفزيوني في مصر على مدي السنوات الماضية، بل وتخطي هذا النفاذ حدوده إلى بقاع أخرى من العالم العربي. "لميس" التي تظهر عليها علامات الشراسة والجدية الدائمة على الشاشة، ربما لا يعرف كثيرون أنها شخصية هادئة إلى حد الخجل بعيدًا عن أجواء العمل، إذ تقول عن نفسها إنها شخصية خجولة جدًا في حياتها الخاصة وبعيدًا عن أعين الكاميرات بحسب ما كشفت عنه في حوار صحفي لجريدة الشرق الأوسط اللندنية عقب ثورة يناير مباشرة. في لقائها الشهير مع الدمية الساخرة "أبلة فاهيتا" على شاشة "سي بي سي"، ظهر الوجه الآخر للمذيعة "الحديدية" بحسب ما يصفها كثيرون، إذ بدت "لميس" مرحة تحكي النكات، وتحب المزاح على عكس ما توقعه البعض، واستطاعت "فاهيتا" خلال الحلقة التي حققت ملايين المشاهدات أن تكشف عن الوجه الآخر لمذيعة "سي بي سي". وكشفت "لميس" خلال اللقاء أنها تحب الرقص البلدي، وقالت مازحة إن قلبها دق كثيرًا، لكن الدقة الكبري كانت لزوجها الإعلامي عمرو أديب: عمرو بوظ كل الجوازات". المثير خلال اللقاء أن "لميس" غنت لأول مرة رفقة "الأبلة" على مسرح البرنامج، ليكتشف الجمهور شخصيتها الحقيقية التي بدت بسيطة وسلسة بعكس ما تظهره أمام الكاميرا. في الجانب الآخر، وعلي الصعيد المهني خاضت "لميس" معارك كثيرة كان أشهرها خلافها مع سامي شريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق عقب ثورة يناير، بعد أن أطاح بها خارج "ماسبيرو" وأوقف برنامجها الشهير "من قلب مصر" دون سبب واضح على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه البرنامج وقتها إذ كان يدر 100 مليون جنيه سنويًا كعائد إعلاني، وكان هذا الرقم وقتها هو الأضخم على الساحة. تعرضت "لميس" لبعض الهجوم عقب ثورة يناير أيضًا واحتسبها البعض على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بسبب مشاركتها في الحملة الانتخابية لنجله الأكبر "جمال"، وذلك على الرغم من امتناعها عن الظهور على شاشة التليفزيون المصري إبان الثورة حتى لا تقول معلومات مغلوطة تخدم النظام وقتها بحسب ما صرحت به. "لميس" قالت في حوارها مع "الشرق الأوسط" إن مشاركتها في الحملة كان مجرد وظيفة، وأن هذا لا يعني تأييدها للنظام، مؤكدة أنها كانت أكثر الإعلاميات التي تعرضت للتضييق عليها داخل التليفزيون بسبب السقف العالي لبرنامجها. عقب ثورة يناير تلقت "لميس" عددًا من العروض من قنوات مصرية وعربية مختلفة، لكنها اختارت الانضمام لقناة "سي بي سي" وكانت أبرز الأسماء التي أسهمت في الانطلاقة الأولى للقناة. في شهر ديسمبر الماضي، تعرضت "لميس" لأصعب المواقف في مسيرتها، حينما وقع حادث انفجار الكاتدرائية البطرسية، ولم تستطع المذيعة البالغة من العمر 47 عامًا، أن تمنع نفسها من النزول لتغطية حادث الانفجار رغم سيل التحذيرات الأمنية، ونصائح الأصدقاء التي وصلتها، لكنها حملت كاميرتها ومضت، إلا أنه تم الاعتداء عليها في مشهد أغضب الكثيرون. المثير في الأمر أن "لميس" ظهرت في نفس اليوم على الهواء، لتستكمل في- شجاعة- رسالتها الإعلامية، وتضرب مثالًا لكافة الأجيال الجديدة أن الوفاء للمهنة أبقي من أي شيء مهما كانت التكلفة. اقرأ أيضًا: محطات في حياة لميس الحديدي.. تخرجت في «سياسة واقتصاد».. انطلقت من «العالم اليوم» إلى الجزيرة.. زواجها من عمرو أديب حول المنزل لنشرة أخبار.. وتؤكد بعد الاعتداء عليها بالكاتدرائية:«طول ما فيا نفس هغطي»