«الزراعة» تتبرأ من أزمة التغذية المدرسية.. مصادر: تقليص أيام عمل المصانع سمح بتوريد وجبات فاسدة.. الوزارة: مصنع بني سويف «مظلوم».. والأنصاري: الجبن المثلثات سبب الأزمة

حالة من الذعر سيطرت على أولياء الأمور والطلاب في الفترة الأخيرة بعد حالات التسمم الكثيرة التي أصابت طلاب مراحل التعليم الأساسي في عدة محافظات خلال الفصل الدراسي الجاري، ووُضعت وجبات التغذية المدرسية في موضع الاتهام كسبب مباشر في الإصابات في سيناريو شبه سنوي تكرر على مدار السنوات القليلة الماضية، ولتعدد الجهات المصنعة والموردة للوجبات تاهت المسئولية لكن تبقى وزارة الزراعة بمشروع التغذية المدرسية التبابع لها أحد أهم المصنعين والموزعين للوجبة في مصر، وهو ما لا يخرجها من إطار المسئولية.
تقليص الدور
وكشفت مصادر مطلعة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن موجة التسمم التي اجتاحت المحافظات ترجع إلى تقليص الحكومة ووزارة التضامن الاجتماعي المشرفة على المشروع في الوقت الحالي لدور مشروع التغذية المدرسية التابع لوزارة الزراعة والذي يملك 15 مصنعا على أعلى مستوى في 13 محافظة.
وأضافت المصادر أن مصانع وزارة الزراعة في المحافظات كانت تعمل طوال أيام الأسبوع في العام الدراسي، وتم توزيع نحو 220 مليون فطيرة مدرسية على تلاميذ 6882 مدرسة تضمهم 109 إدارات تعليمية من خلال 15 مصنعا، لكن العام الجارى تم قصر عمل مصانع وزارة الزراعة على يومين فقط مع دخول القطاع الخاص وجهات أخرى في الدولة للتوريد إلى المدارس في الأربع أيام المتبقية في الأسبوع.
تخفيض الميزانية
وأكد المصدر أن مصنع التغذية المدرسية ببنى سويف تم تقليص ميزانيته على سبيل المثال إلى نحو 5 ملايين جنيه بدلا من 45 مليون جنيه، في ظل خطط كانت وضعتها وزارة الزراعة للتوسع أكثر في إنتاج التغذية المدرسية المكونة من فطيرة محشوة بالعجوة أو المربي، لسلامة الوجبات التي تنتجها وعدم حدوث أي مشكلات منها طوال السنوات الماضية، وهو ما ظهر في السنوات الماضية التي لم تشهد تسجيل أي حالة تسمم واحدة لطلاب المدارس من تناول الوجبات المدرسية الصادرة عن مصانع وزارة الزراعة.
الجبن المثلثات
من جانبه، رجح المهندس سعد الأنصاري، رئيس مشرووع التغذية المدرسية بوزارة الزراعة سابقا، سبب حالات التسمم التي ظهرت بكثرة منذ بدء الفصل الدراسي الثاني، نتيجة وجبات التغذية المدرسية، إلى دخول منتجات الألبان وخاصة الجبن المطبوخ "المثلثات" إلى وجبة التغذية التي توردها جهات القطاع الخاص وجهات أخرى في الدولة.
وأوضح الأنصاري ل"فيتو"، أن المتخصصين في مشروع التغذية المدرسية حذروا كثيرا في السابق من دخول منتجات الألبان في الوجبة المدرسية، نظرا لإمكانية فسادها بسبب سوء التخزين، إلى جانب عدم قدرة المورد على متابعة وفحص مدخلات الإنتاج في مصانع الألبان المنتجة للجبن، عكس المصانع الحكومية التابعة لوزارة الزراعة التي تخضع فيها مدخلات الإنتاج لفحص معملى دقيق، إلى جانب أن الوجبة التي تنتجها وزارة الزراعة هي وجبة جافة عبارة عن فطيرة محشوة بالعجوة تنضج على درجة حرارة 360 درجة، وهو ما يجعلها خالية من أي ملوثات.
مصنع بنى سويف
فيما نفت وزارة الزراعة ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول وجود فطائر تغذية منتهية الصلاحية بالمشروع الخدمي للتغذية المدرسية ببني سويف، لافتة إلى أن كل ما ذكر حول تورط مسئولي المشروع بتغيير الأغلفة الخاصة بالوجبات، لتغيير تاريخ الصلاحية عارِ تمامًا من الصحة.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أنه أثناء تحميل مصنع بني سويف للفطائر خلال الأسبوع الماضي، لإرسالها لمحافظة الفيوم لتوزيعها صبحية اليوم التالي تعرضت محافظة بني سويف لأمطار غزيرة وطقس سيئ، مما عرض بعض الوجبات للبلل، لافتة إلى أنه تم إعادة الوجبات التي أصابها البلل إلى داخل المصنع من جديد، للتصرف فيها كمخلفات كما هو متبع، وحرصًا من إدارة المشروع على وصول الوجبات للتلاميذ بحالة جيدة.
10 آلاف وجبة
وقالت الوزارة إن عدد الوجبات التالفة بلغ نحو 10 آلاف و400 وجبة تم استبعادها جميعًا، مشيرة إلى أنه في اليوم التالي للواقعة حضرت لجنة من وزارتي الصحة والتموين بالمصنع، واعتبروا أن المصنع يقوم بفك الأغلفة عن الوجبات التالفة، بغرض تحديث تاريخ الإنتاج لمدة الصلاحية رغم أن تاريخ الصلاحية كان ما زال باقيًا عليه عشرة أيام، وقاموا بتحرير محضر بذلك رغم أن فك الغلاف وإعادة تغليف الفطيرة يتلفها تمامًا، وأن اللجنة تفهمت الأمر في النهاية، حيث انتهى المحضر بموافقة النيابة على الإجراء الذي قام به المصنع، وبيع هذه الفطائر التي أتلفتها الأمطار كمخلفات بعد إعدامها بمعرفة لجنة من الصحة والتموين.
وأكدت الوزارة عدم وجود أية فطائر فاسدة، أو فطائر متحفظ عليها، وأن المصنع لم يقم بالتصرف بالتوزيع لأي فطائر لحين الحصول على موافقة من النيابة بالتصرف فيها، لافتة إلى أن مديرية الصحة ببني سويف رفعت تقرير لنيابة بني سويف تخطرها بتنفيذها لتاشيرتها بإعدام الوجبات التي اتلفتها الأمطار والأتربة والبالغ عددها 10400 فطيرة، وتطلب منها الموافقة على قيام المصنع بتوزيع الفطائر المنتجة والبالغ عددها 195000 فطيرة باعتبار أنها داخل فترة الصلاحية 21 يومًا، وتمت موافقة النيابة على التصرف في الوجبات تحت إشراف إدارة المصنع ومديريتي الصحة والتموين، مما يؤكد عدم وجود أي فطائر غير صالحة للاستخدام الآدمي.