دائما تختلف قصص الشهداء من شهيد لآخر بحسب ما قدموه من تضحيات، وكل تضحية يسجلها التاريخ بحسب ما يسجله الراوى. ويبقى دائما الاسم خالدا في صفحات السجلات العسكرية، وشهداء الحرب على الإرهاب في سيناء دائما ما تجد أسماءهم لا تكفيها السطور فقط من شدة تضحياتهم، ولكن تبقى رسالة العطاء التي تظهر أثناء التضحيات من أجل بقاء الآخرين، فالشهداء أوجه مختلفة لعملة واحدة وهى بقاء الوطن. ومن بين هؤلاء الأبطال، الشهيد الرائد مصطفى حجاجى حلمى محمد والذي استشهد في 18 يوليو 2015 في ثانى أيام عيد الفطر أثناء استهداف كمين أبو رفاعى في سيناء، والغريب في هذا اليوم أنه نفس اليوم الذي تخرج الشهيد فيه من الكلية الحربية عام 2009 وكان الأول على دفعته 103 صاحب التاريخ الكبير من التضحيات أثناء الحرب على الإرهاب في سيناء. وقال المهندس وائل حجاجى شقيق الشهيد، إنه كان دائم الحرص على تجميع أبناء دفعته من أجل المشاركة في أعمال الخير، وكان من المفترض أن يعود إلى بلدته قرية الشغب بالأقصر في إجازة العيد من أجل البحث عن شريكة حياته ولكن ذلك لم يتحقق ونال ما كان دائما يريد أن يناله وهى الشهادة. وذكر شقيق الشهيد أنه طلب نقله إلى سيناء خاصة بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديري ابن مدينة إسنا المجاورة لقريتهم، في الهجمات الإرهابية التي استهدفت كمائن عدة بشمال سيناء في 1 يوليو 2015، وطلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديري بالكمين، قائلا:«أخى طلب من قيادته الوجود مكان الدرديرى للأخذ بثأره لأنه من نفس بلده على الرغم من أن شقيقى كان مرشحا لمنصب أفضل وأعلى داخل القوات المسلحة، إلا أنه تسلم موقع عمله بالكمين حتى لحق بابن بلده في الشهادة ونالها». وأضاف المهندس وائل حجاجى أن شقيقه الشهيد رفض إبلاغ أسرته بالذهاب إلى سيناء خاصة وأنه كان قائدا لسرية مشاة ميكانيكا بالقنطرة، ولكنه أبلغ اثنين من قريته وطلب منهم عدم إبلاغ أسرته، حتى لا يزداد قلقهم عليه، وأنه عاد آخر مرة إلى مكان سريته وجمع متعلقاته بالكامل ووضعها في سيارته الخاصة به، وأغلقها وأعطى مفاتيحها إلى أحد زملائها وطلب منه أن يسلم المفتاح إلى أسرته لأنه ذاهب إلى سيناء.. وقال له نصا" أنا الشهيد اللى عليا الدور" وبالفعل أحضر زملاؤه السيارة الخاصة به وكانت بها جميع متعلقاته كما وضعها بنفسه". وقص شقيقه آخر أيام استشهاده قائلًا: «إن الشهيد كان من المفترض أن يحصل على راحة أثناء أسبوع استشهاده ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب في رؤية ابنته وقام باستبدال الراحة معه، حتى أنه أثناء حضوره الجنازة قال لنا "الشهيد كان يحب عمله ويحب الجميع وكان يقوم بعمل كل شىء بنفسه لدرجة أنه كان يشارك في إصلاح المعدات. وأشار إلى: "أن أحد المجندين كان معه لحظة الشهادة، قال إن هناك قذيفة سقطت فجأة على الكمين والوحيد الذي نطق الشهادة أكثر من مرة هو الشهيد مصطفى حجاجى وكان ثانى أيام العيد، وكان دائما يحرص على الصوم وخاصة اثنين وخميس طوال العام، وأنه عند إبلاغه باستشهاد شقيقه في سيناء لم يصدق وأخطرهم أن شقيقه ليس متواجدا بسيناء ولكن كان الخبر صحيحا ولم يبلغنا به". وتابع: "إن الشهيد له 5 أشقاء منهم 3 مهندسين وطبيبة، إلى جانب أصغر أشقائه الذي التحق بالكلية الحربية بناء على رغبة والدته التي أصرت على ذلك، وقالت "إنه هيجيب حق أخيه الشهيد"، مؤكدا أن هناك مبنى داخل الكلية الحربية باسم شقيقه إلى جانب وضع اسمه على مدرسة داخل القرية. وتابع: "الشهيد حجاجى كان قريبا من الجميع ومحبوبا لجميع أفراد أسرته، وفي آخر لقاء بهم قام بدعوتهم على إفطار رمضان وأعد الإفطار بنفسه لجميع عائلته، كما أنه في وسط الميدان كان قائدا بما تحمل الكلمة من معنى وملتزما بالعسكرية المصرية وقريبا من أفراد سريته وشيعت جنازته في مشهد يصعب وصفه، ولكن سيرته بقيت في سطور التاريخ مضيئة".