قال الباحث الأثري أحمد عامر، إنه بعد الاكتشافات الأثرية المهمة التي حدثت في الأيام الماضية بمنطقة آثار المطرية وكانت لها صدى محلي وعالمي كما يعتبر الملك رمسيس من أشهر من حكموا مصر على مر العصور، ويُعتبر ميدان رمسيس واحدًا من أشهر ميادين جمهورية مصر العربية، وكان الميدان به واحد من أشهر تماثيل مصر وهو تمثال الملك "رمسيس الثاني" ونافورته الشهيرة، إلى أنه تم نقل التمثال إلى المتحف المصري الكبير عام 2006. وأكد عامر، أن ميدان رمسيس كان يسمى في بادئ الأمر باسم قرية "أم دنين"، وعندما تمركز بها الفاتحون العرب أسسوا بها مسجدًا أُطلق عليه اسم "أولاد عنان"، والذي أعاد تشييده مرة ثانية الحاكم بأمر الله في عهد العصر الفاطمي وأُطلق عليه اسم جامع "المقس"، وقد قام الفرنسيون بهدمه أثناء تواجدهم في مصر في عهد الحملة الفرنسية على البلاد، وهذا الجامع هو الذي يوجد به مسجد الفتح حاليًا. وأشار "عامر" إلى أنه مع تولي محمد على باشا حاكمًا للبلاد كان ميدان رمسيس وقتها منتزها تم بناؤه بأمر من محمد على شخصيًا، إلى أن جاء عباس الأول فأمر بشق شارع رمسيس ووصل إلى منطقة الريدانية "العباسية" حاليًا وكان وقتها يُسمى بشارع عباس حلمي، وقد تم إنشاء محطة مصر في عهده وذلك بعد توقيع اتفاقية بينه وبين الحكومة الإنجليزية لإنشاء خط سكة حديد ما بين القاهرة والإسكندرية، وأصبح هذا الشارع بنفس الاسم إلى أن حكم البلاد الملك فاروق الأول فقام بتغيير الاسم إلى "الملكة نازلي"، وفيما بعد تم وضع تمثال نهضة مصر للفنان محمود مختار عام 1926م ووقتها سُمى باسم بميدان نهضة مصر وشارع نهضة مصر، ومع قيام ثورة يوليو 1952م تم نقل تمثال نهضة مصر أمام حديقة الحيوان، وتم وضع مكانه تمثال رمسيس الثاني، واستقر اسم شارع رمسيس وميدان رمسيس حتى الآن على الرغم من نقل التمثال إلى المتحف المصري الكبير منذ عام 2006. وتابع "عامر" أنه على الرغم من نقل التمثال الذي هو بحق يُعتبر أحد معالم الميدان الرئيسية بل والعاصمة أيضًا منذ نحو 9 سنوات إلا أن الميدان ظل كما هو يحتفظ بنفس الاسم حتى بعد قيام ثورتين شهيرتين هما 25 يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013، لذلك في ظل محاولة للحفاظ على التُراث الحضاري والثقافي الذي توارثه الميدان منذ أكثر من 60 عامًا لابد من عمل استنساخ لتمثال الملك رمسيس الثاني الذي نُقل إلى المتحف المصري الكبير لكي يتم إحياء الميدان مرة آُخرى، فالميدان أصبح اسمه مرتبطًا بهذا التمثال حتى أن معظم سكان القاهرة والمحافظات الأخرى مازالوا يعرفون اسم هذا الميدان باسم هذا التمثال الشهير، كما أنه يحمل حُقبة شهيرة ذات طابع خاص والكثير من المصريين حضروا وجود هذا التمثال وعاصروه ولابد أن يوضع استنساخ للتمثال لكي تعرف الأجيال القادمة تاريخها الحضاري وموروثها الثقافي مره ثانية.