فى 11 أبريل 1985 توفى الديكتاتور أنور خوجه، زعيم الحزب الشيوعى الألبانى عن عمر يناهز 77 عاما، بعد أن حكم ألبانيا حكما مطلقا دام أكثر من أربعين عاما، فأصبح بذلك أكثر الزعماء الشيوعيين استمرارا فى الحكم. ولد أنور خوجه سنة 1908 وأتم دراسته الأولى فى ثانوية البعثة العلمانية الفرنسية فى مدينة كوريتسا بألبانيا، ثم سافر إلى فرنسا حيث التحق بكلية الحقوق فى جامعة مونبيليه وهناك انتسب إلى الحزب الشيوعى الفرنسى. وفى سن الثامنة والعشرين عاد إلى ألبانيا حيث اشتغل بالتدريس ولكنه انقطع عن عمله عام 1939 بسبب الغزو الإيطالى لبلاده، وقاد أعمال المقاومة لهذا الغزو ولجأ إلى المقاومة السرية وحكم عليه غيابيا بالإعدام فى أكتوبر سنة 1941، ولكنه استمر فى نشاطه على رأس المقاومة الألبانية وشارك فى تأسيس الحزب الشيوعى الألبانى الذى عينه أمينا عاما للحزب. كان خوجه داعية تحرير الوطن الألبانى من النير الفاشستى الإيطالى والاحتلال النازى الألمانى لألبانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وعندما انتهت الحرب بهزيمة ألمانيا وإيطاليا تأسست حكومة انتقالية فى ألبانيا برئاسته، ومنذ ذلك الوقت وحتى وفاته بعد نحو أربعين عاما أمسك بزمام الأمور فى ألبانيا وحكمها بالحديد والنار. كان نظامه أشد النظم السياسية الشيوعية صرامة فى أوربا الشرقية بأسرها وتولى خوجه أثناء حكمه العديد من المناصب مثل رئاسة الدولة وسكرتارية الحزب الشيوعى الحاكم، وقيادة الجيش ووزارة الخارجية والدفاع، والتزم حرفيا بأفكار ستالين على صعيد السياسة الداخلية لبلاده فلم يسمح طوال حكمه بظهور أى شكل من أشكال المعارضة السياسية. اختلف خوجه مع كل دول العالم الكبرى ومع نجاحه فى أن يصمد أمامها، إلا أنه فشل فى رفع مستوى شعبه الذى قاسى طوال أربعين عاما من الفقر الشديد والحكم المطلق.