خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، اعتلى العرش فى يناير 1863 ولم يرض الانجليز عن سياسته فخلعوه عن العرش فى يونيو 1879 ؛ بعد أن تزايدت ديونه بسبب بذخه الشديد وكثرة إنشاءاته وإصلاحاته فى مصر . ولد الخديو إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد على فى 31 ديسمبر 1830 وتولى الحكم بعد وفاة شقيقه الأكبر سعيد باشا؛ ونجح إسماعيل فى فترة حكمه فى التعاون مع أوروبا لبناء دولته الحديثة، وذلك فى محاولته أن يحافظ على رغبة جده محمد على فى تحديث مصر والاستقلال بها، فارتفعت فى عهده أسعار القطن المصرى وأكمل مشروع حفر قناة السويس، وأنشأ خطوط سكك حديد بطول مصر ( 1085 ميلاً). وشيد إسماعيل مدينة الإسماعيلية، وأنشا أول دار أوبرا فى الشرق الأوسط، وأقام أول مدرسة لتعليم البنات فى تاريخ مصر "مدرسة السنية"؛ حيث وصل عدد المدارس فى عهده إلى 4817 مدرسة ، كما افتتح مدرسة للصم والبكم. وخلال عهده وفى 17 مايو 1879 صدر أول دستور فى مصر جعل التشريع من حق مجلس النواب فقط . ازدهرت الصحافة فى عهده وزاد عدد الصحف، وأنشا دار الكتب ومصلحة البريد 1866 ؛ كما أنشأ ميدان التحرير فى عهده وبأوامره وتعليماته، وكذلك حديقة الحيوانات والأورمان بالجيزة والأنتيكخانة "المتحف المصرى حاليا". والأكثر من ذلك أقام احتفالية كبرى لافتتاح قناة السويس حضرها ملوك وأباطرة أوروبا ومنهم إمبراطورة فرنسا اوجينى التى كان يعجب بها كثيراً؛ ومهد من أجل الضيوف الطرق والشوارع حتى إنه أمر بتمهيد شارع جديد هو شارع الهرم حتى تستطيع اوجينى وضيوف الاحتفالية زيارة منطقة الأهرامات والآثار؛ كما أدخل نظاماً أوروبياً لإنارة الشوارع بالغاز، وأدخل إلى مصر نظام التلغراف ليتمكن الضيوف من مراسلة ذويهم . إلا أنه ما أخذ على اسماعيل أنه بذل الرشاوى للسلطان التركى ورئيس وزرائه "الصدر الأعظم" للفوز بلقب خديو وجعل وراثة العرش فى بيته وبين أبنائه فقط؛ وبذلك حرم إخوته من حكم مصر؛ وكان نتيجة ذلك أن زادت الديون على مصر وعجزه عن سدادها. فوجدت ذلك إنجلتراوفرنسا فرصة سانحة لفرض وصايتهما؛ وعينت لكل منهما وزيراً فى الوزارة بحجة مراقبة الإيرادات المالية للدولة. وفى يوليو 1879 صدر فرمان تركى بإقالته وولى مكانه ابنه توفيق باشا، ورحل إسماعيل إلى الأستانة وتوفى هناك فى مارس 1895 إلا أنه دفن بالقاهرة بمدافن الأسرة العلوية .