تحتفل جمهورية الدومينيكان- اليوم الإثنين- بعيدها القومي، وفى محاولة لتقليل الفجوة الثقافية بين الدول، نحاول التعرف على أبرز ما يميز ثقافة هذا البلد البعيد، الذي لم نسمع به إلا من خلال رواية «حفلة التيس» للكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا، وسلسلة أفلام «fast and furious». تقع جمهورية الدومينيكان في جزيرة هيسبانيولا، وجزء من أرخبيل جزر الأنتيل الكبرى، في منطقة البحر الكاريبي، تعد ثاني أكبر دولة في منطقة الكاريبي بعد كوبا، عاصمتها «سانتو دومينغو»، والتي كانت أول مستوطنة أوروبية دائمة في الأمريكتين، وتوجد بها أول جامعة، وأول كاتدرائية، وأول قلعة في الأمريكتين، وهما على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. الأثر الأسباني بالثقافة يتحدث سكان الدومنيكان الإسبانية، ويدين أغلبهم بالمسيحية، وتمتاز الثقافة الدومينيكانية بكونها مزيجا من ثقافات المستعمرين الإسبان، والعبيد الأفارقة، وأبناء التاينو، تبرز العناصر الثقافية الرئيسية الأوروبية والأفريقية والتاينو في المطبخ، والأسرة، والدين، والموسيقى. تستخدم العديد من أسماء الأراواك وتاينو في المحادثات اليومية، والعديد من الأطعمة المحلية في جمهورية الدومينيكان. يتكون المطبخ الدومينيكاني أساسًا من مزيج من التأثيرات الإسبانية والأفريقية، على مدى القرون القليلة الماضية، حيث إن الأطباق الدومينيكانية مماثلة تمامًا لما يمكن العثور عليه في البلدان اللاتينية الأخرى، لكن أسماء العديد من الأطباق تختلف عن مثيلاتها، أما من المشروبات المفضلة في الدومينيكان؛ مورير سوسنياندو، والرم، والبيرة، وماما خوانا، وباتيدا، وخوجوس ناتوراليس. سحر الموسيقى في الدومينيكان تتميز جمهورية الدومينيكان بنمط موسيقي، يعرف باسم ميرينغي، وهو موسيقى راقصة، وإيقاع حيوي سريع الوتيرة، يتكون من وتيرة من نحو 120-160 دقة في الدقيقة، وفقا للأدوات الموسيقية، مثل الطبول والأدوات الوترية والأكورديون، بالإضافة إلى بعض العناصر الخاصة بالكاريبي الإسباني، مثل تامبورا وكويرا. من الفنانين الميرينغي المشهورين: جوني فينتورا، وخوان لويس غيرا، وفرناندو فيالونا، وادي هيريرا، وسيرجيو فارغاس وتونيو روزاريو وميلي كيزادا وشيشي بيرالتا، كما أصبحت الميرينغي ذات شعبية على الساحل الشرقي في الولاياتالمتحدة، خلال الثمانينات والتسعينات، كما أدت هجرة الفنانين الدومينيكان إلى أمريكا في نمو شعبية الموسيقى الدومينيكانية. وفى السنوات الأخيرة، أصبحت الباتشاتا موسيقى ورقصة من ريف الدومينيكان ذات شعبية، وغالبًا ما تكون مواضيعها رومانسية، تتناول حكايات الحسرة والحزن، كما أن موسيقى الروك الدومينيكانية لها شعبية، لكنها تتركز في العاصمة. كما نشأت في أوائل القرن الحالي موسيقى الراب، حيث برز مغنو راب ناجحين، مثل لابيز كونسينتي، وفاكيرو وتوكسيك كرو وآر ون. مبدعين من الدومينيكان ومن أبرز المبدعين الشباب في عالم الشعر بالدومنيكان، الشاعر «فرانك بايس» من مواليد 1978، وصدرت له ثلاث مجموعات شعرية، ومجموعة قصصية، كما أنه أحد أعضاء فرقة «الرجل الصغير» الغنائية، ويترجم الشعر الإنجليزي والأمريكي إلى لغته الأم الإسبانية، وفاز بعدد من الجوائز في وطنه الدومينيكان، كما ترجمت أعماله للإنجليزية والفرنسية والإيطالية والسويدية، وأدرجت قصائده- حديثا- ضمن المختارات الشعرية، الصادرة بعنوان «آخر أشعار الإسبانية»، وصدرت له باللغة العربية عن دار صفصافة «عشرون بطاقة بريدية». ومن كبار الشعراء؛ الشاعر «توني رفول» الحاصل على جائزة الأدب الوطنية، التي تعتبر أهم جائزة أدبية في جمهورية الدومينيكان، وهو من مواليد سنة 1951، ويعمل أستاذا بالجامعة المستقلة لسانتو دومينغو، التي تعتبر أقدم جامعة بالقارة الأمريكية، قد تقلد منصب وزير الثقافة، خلال سنوات 2000-2004، ومن بين دواوينه الشعرية «الشعر والزمن» و«الفجر» و«آفاق المحاصر».