د. محمد عز العرب: قلة التدخلات الجراحية السبب الرئيسى لتراجع معدلات الإصابة بفيروس سى في المحافظات الحدودية د. هشام الخياط: عدم وجود الضمير الطبى لدى الفريق المعاون للطبيب وراء ضعف التعقيم للأدوات الملايين التي تنفقها الدولة بيدها اليمنى على علاج فيروس "سى" وإجراء مسح طبى للمواطنين، وتوفير العلاج للمصابين، تأخذه باليد اليسرى من خلال ضعف تطبيق معايير مكافحة العدوى في المستشفيات الحكومية التي يتردد عليها ملايين المواطنين ليخرج الآلاف منهم مصابًا ب"فيروس سى". الأزمة تتمثل في غياب الضمير المهنى لدى الفريق الطبى بالمستشفيات الحكومية، إلى جانب ضعف الإمكانيات المادية، فحسب اعتراف الأطباء أنفسهم ووفقا للمعلومات المعلنة للجميع فإن وزارة الصحة تضع خططًا وإستراتيجيات لمكافحة العدوى لخفض نسب انتشار فيروسات الكبد سواء سى أو بي، والتي تأتى ضمن خطة الدولة لمكافحة فيروسات الكبد والقضاء عليها،وارتفعت نسبة التقييم بمكافحة العدوى بالمستشفيات الحكومية من 19 % إلى 68٪ خلال آخر مسح أجرته وزارة الصحة في 2016. من جهته قال الدكتور محسن سلامة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب جامعة المنوفية: ضعف الرقابة على الأداء الطبى في مصر "مصيبة سوداء" أدت إلى عدم الانضباط في معدلات الجودة لما يجب أن تكون عليه، كما أن ضعف معايير التعقيم لكل ما يستخدم مع المرضى من أدوات جراحية، وغياب الرقابة أدى لضعف الأداء، بخلاف ضعف الإمكانيات المادية التي ترغمهم في المستشفيات الحكومية على إعادة تدوير المعدات واستخدامها دون تعقيمها. "سلامة" ضرب مثالا على ذلك في قساطر القلب، حيث أوضح أنها تستخدم لأكثر من مريض وتعقيمها غير كافٍ من مريض لمريض، مشيرا هنا إلى أن ضعف الإمكانيات يؤدى للإصابة بفيروس سى وضعف الرقابة على الإدارة الخاصة بمكافحة العدوي، كاشفًا أيضا أن عيادات الأسنان سواء في المستشفيات الحكومية أو العيادات الخاصة مسئولة عن أكثر من 20% من حالات الإصابة بفيروس سى - وفقا للدراسات التي أجراها أساتذة الكبد. وأوضح أن إدارة الجودة ومكافحة العدوى بوزارة الصحة غير حازمة في تطبيق معايير الجودة والتي يجب أن تكون في أقصى درجات الانضباط، مؤكدا أن الممارسات السلبية الخاصة بمكافحة العدوى منها وسائل التعقيم والأدوات الجراحية تخرج من أماكن التعقيم دون التأكد من التعقيم الكامل لها. كما لفت الانتباه إلى عدم وجود ثواب وعقاب للفريق المعاون للطبيب المسئول عن التعقيم. في سياق ذى صلة قال الدكتور محمد عز العرب، استشارى أمراض الكبد بالمعهد القومى لأبحاث الكبد والأمراض المتوطنة: المستوى الرسمى يتم تنفيذ برنامج مكافحة العدوى بالمستشفيات الحكومية حيث توجد في كل مستشفى لجنة مكافحة العدوى من أطباء مهمتها التنفيذ والتطبيق إلا أنه على أرض الواقع هناك مشكلات عديدة. "عز العرب"، واصل حديثه: المناظير الخاصة بالجهاز الهضمى بكافة أنواعها تعقيمها غير جيد، فلابد من وضع المنظار في جهاز التعقيم ومحلول التعقيم لمدة 52 دقيقة، وذلك لا يتم على أرض الواقع، كما أن قوائم انتظار المرضى لإجراء المناظير أكبر من عدد المناظير المتوفرة لذا لا تأخذ الأجهزة الوقت الكافى للتعقيم. وأشار إلى وجود محاليل تقلل فترة التعقيم بدلا من 52 دقيقة إلى 15 دقيقة، لكنها محاليل غالية الثمن لا تتوفر في كل المستشفيات، مؤكدا وجود تقصير في تغطية مكافحة العدوى بالشكل العلمى المفروض إلا أنه على الورق يوجد لجان مختصة في المستشفيات- على حد قوله. أدوات " الجوانتى والماسكات" مهمة في مكافحة العدوى – والحديث لا يزال ل"عز العرب"- ولا يتم الاهتمام بها، كذلك هناك مخالفات مرصودة فيها مثل السرنجات والقطن والمشيمة في المستشفيات يتم إلقاؤها في القمامة، ولهذا أرى أنه أصبح ضروريا زيادة موازنة المستشفيات لشراء كل الأدوات حتى يمكن محاسبتهم،وأشار إلى أنه في مصر من 4 إلى 6 أشخاص لكل 1000 من عدد السكان يصاب بفيروس سي، مؤكدا أن أكثر من 50% من الإصابات السنوية ناتجة عن عدم مكافحة العدوى في المستشفيات وتتسبب في حدوث فيروس سى والدليل على ذلك في المحافظات الحدودية وحلايب وشلاتين ومحافظات سيناء تقل نسب الإصابة بفيروس سى بسبب قلة المنشآت الصحية بها وعدم وجود تدخلات جراحية كثيرة عكس المحافظات الكبرى والمدن الممتلئة بالمنشآت الطبية. من جانبه قال الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس: لا يزال هناك تقصير من الأفراد وليس الحكومة في مكافحة العدوى بالمستشفيات، ويعتمد الأمر على القوانين الرادعة التي يتم الهروب منها والضمير بالأساس في عدم تطبيق معايير مكافحة العدوى والتعقيم، وهذا أمر يمكن اعتباره فسادا وسرقة صحة المريض لأنه يجعل الدولة تدفع أموالا أكثر في علاج هؤلاء المرضي. وأوضح أن الرقابة على مكافحة العدوى لا تصل لكل كما أن الضمير الطبى لدى الفريق الطبى بأكمله غير موجود. وشدد أيضا على أن غالبية نسب انتشار إصابات فيروس سى في مصر بسبب عدم المعرفة بطرق العدوى والجهل الطبى من المرضى والفرق الطبية التي لا تراعى ربنا في تطبيق التعقيم الكامل للأدوات الجراحية.