سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«كوابيس المرتشين».. حملات الرقابة الإدارية ترهب كبار الفاسدين.. ضبط المخالفين للقانون يردع من يفكر في ارتكاب الأخطاء.. و«فرويز» الحفاظ على المنصب كلمة السر في البعد عن الجريمة
الجميع تحت الميكروسكوب، لا أحد سينجو بفعلته، أي منصب لن يكون حائط صد أمام تطبيق القانون، ربما كانت تلك هي الصورة الأمثلة لحملات الرقابة الإدارية خلال الفترة الماضية والتي استطاعت إيقاع الكثيرون من المسئولين الفاسدين. توالي الوقائع وتشهد الرقابة الإدارية حالة من النشاط الملحوظ، والذي تجلى عن طريق توالي ضبط المرتشين، وكان آخرها ضبط تشكيل من العاملين بالشركة العامة بالمخابز، لقيامهم بالاستيلاء على الدعم التموينى، بإعادة تفعيل وتشغيل البطاقات الذكية التي تم إيقافها وتسليمها إلى مكاتب التموين. وبالأمس كانت واقعة أكبر نالت قدر واسع من الجدل، عندما ضبطت الرقابة الإدارية،مستشار وزير المالية، عقب تقاضيه مليون جنيه على سبيل الرشوة من أصل 4 ملايين جنيه من صاحب شركة مقاولات، مقابل التلاعب في تقدير قيمة أرض قرية سياحية، مساهمًا في إهدار 500 مليون جنيه على الخزانة العامة للدولة. وكانت الواقعة الأولى التي شغلت المصريين، عندما تم ضبط مدير عام التوريدات والمشتريات بمجلس الدولة متلبسًا برشوة وضبط أموال بمنزله تقدر بأكثر من 150 مليون جنيه، عبارة عن 24 مليون جنيه مصرى، بالإضافة إلى 4 ملايين دولار أمريكى، و2 مليون يورو، ومليون ريال سعودى، وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية بخلاف العقارات والسيارات التي يملكها. مصادر سرية وخلال ظهوره عبر إحدى اللقاءات التلفزيونية أكد اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، قال:«لدينا مصادر سرية في كافة الجهات ونعتمد عليها والجهاز المركزي للمحاسبات كان له دور في ضبط الهيئة لكثير من القضايا»، موضحًا: «نتعاون مع الجهاز ومفيش حاجة اسمها صراع أجهزة في كشف الفساد»، مما يعبر يشكل نوع من الترهيب لمن تسول له نفسه بتعاطي الرشوة. الأمر ذاته ينطبق على المرتشين ولم يتم ضبطهم، إذ أن تلك الحملات ستكون لها تأثير كبير عليهم. وفي هذا السياق، يوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن الشخص «المرتشي» يعتبر شخصية «سيكوباتية»، من صفاته السلبية واللامبالاة وعدم الاكتراث، ونمطية وتكرار الأخطاء، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشخصيات إذا تم القبض عليهم وقضوا مدة 20 سنة في الحبس، سيمارسون نفس الأفعال بعد خروجهم. وأضاف «فرويز»، في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن هناك نوع آخر من الشخصيات السيكوباتية، ويطلق عليه «سيكوباتي على المحك»، وهو شخص يرغب في الانحراف ولكنه يخشى على وظيفته وأسرته وأولاده، وفي الغالب يكون هؤلاء من كبار المسئولين، ويعانون من إرهاب الوظيفة والمنصب، لافتًا إلى أن الرقابة الإدارية مسبقًا كانت تكتفي بالإخطار للجهة التي لديها فاسدون، وتتخذ تلك الجهة الإجراء المناسب مع الشخص المضبوط. وأوضح أستاذ الطب النفسي، أن موظفي المرور والمحليات وغيرهم من صغار الموظفين، سيستمرون في ممارسة فعل الرشوة، نظرًا لأنهم شخصيات سيكوباتية من النوع العادي. ضرورة المكاشفة على جانب آخر، ترى الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الإعلان المتكرر عن حالات ضبط المرتشين، تدفعنا إلى مزيد من الانضباط، وشعور المرتشين بالخوف، وأنهم معرضين للضبط في أي لحظة. وأشارت «سامية»، خلال تصريحات خاصة ل«فيتو»، إلى أن المجتمع أصبح جرأة في ارتكاب الأخطاء وخاصة بعد ثورة 25 يناير، ولكن جاء الوقت لإعادة الانضباط، وبث مشاعر الرهبة في قلوب كل من تسول له نفسه الخطأ والإجرام في حق وطنه، موضحة أن كل دول العالم يقع فيها الفساد، ولكن المكاشفة هي الأهم.