شيوخ الدعوة يستعينون ب"فيس بوك" للتواصل مع أتباعهم.. ونصائح داخلية تشير إلى ضرورة استخدام سيناريو "المواقع الإلكترونية والمدونات" د. أسامة العبد: هناك جهود تبذلها اللجنة من أجل الانتهاء إلى توصيات.. وقد تتم ترجمتها في صيغة تشريع لمواجهة فوضى الفتاوى تلوح في الأفق أزمة جديدة تدخل مرحلة الصراع المديد ما بين السلفيين بقيادة ياسر برهامي، والدولة ممثلة في ووزارة الأوقاف ومن خلفها مجلس النواب، بسبب وجود اتجاه لإقرار تشريع يجرم التصدى للفتوى الدينية لغير المختصين، حيث يرى شيوخ الدعوة السلفية أن هذا التشريع حال اقراره الهدف منه تقليم أظافر الفكر السلفى. الأيام القليلة الماضية، شهدت تقدم النائب عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب و60 نائبا آخر، بمشروع قانون لتنظيم عمل الفتوى، وقصره على المؤسسة الدينية وما تحدده اللائحة التنفيذية للقانون، وهو ما تلقفه الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، بشيء من الحماس حيث أحاله على الفور إلى لجنة مشتركة من الشئون الدينية والأوقاف والشئون الدستورية والتشريعية. من جانبه أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن هناك جهودا تبذلها اللجنة من أجل الانتهاء إلى توصيات، قد تتم ترجمتها في صيغة تشريع لمواجهة فوضى الفتاوى، مشددًا على أن اللجنة تحرص في هذه المناقشات إلى الاستفادة من الخبراء في هذا الشأن، وعلى رأسهم رجال الدين والأطراف المختصة. على جانب آخر.. لا يخفى على أحد أن عددا من شيوخ السلفية يمتلكون مواقع إلكترونية ضخمة تقتات على روادها الذين تحولوا مع الوقت إلى مدمنين لفتاوى شيوخهم، فبدلا من السعى الحثيث وراء الشيخ لحضور دروسه في ظل التضييق الأمني، ظهرت تلك المواقع لتمثل البديل الأمثل والأكثر أمانا من الملاحقات الأمنية، لنجد موقع للشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية السلفي، فضلا عن وجود صفحة رسمية للشيخ ونجله حاتم والذي أباح الأخير لنفسه أن يطلق من الفتاوى ما تيسر له، وكذا موقعا للشيخ ياسر برهامي، يعمل بالإشراف عليه خصيصا تحت عنوان "صوت السلف"، وكذا الشيخ محمد حسان ذائع الصيت الذي يملك عددا من الصفحات يديرها نجله أحمد. وأفاد مصدر بالدعوة، أن تواصل حدث ما بين عدد من شيوخ السلفية، للتشاور حول كيفية التعامل مع تلك الأزمة الجديدة، وتمثلت أولى خطوات ياسر برهامى ورجاله في محاولة الإبقاء على مواقعهم دون أن تمس، باتباع المسار القانونى للحفاظ على تلك المواقع والاحتكام إلى ساحات القضاء في حال تمرير القانون. كما يسعى شيوخ السلفية إلى سرعة العمل على تسويق صفحاتهم على "فيس بوك" باستخدام شركات تسويق إلكترونى قادرة على الوصول إلى أعداد كبيرة من المستخدمين، وأن تعمل على التركيز على شريحة بذاتها، وكذا الإشارة في دروسهم ومحاضراتهم إلى ضرورة متابعة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى في حال تعثر على أحدهم التواصل مع الشيخ بشكل مباشر، وأن يكون لكل شيخ مجموعة إعلامية مساعدة تعمل على تخزين الدروس والمحاضرات بشكل دوري على موقع "اليوتيوب" وكل المواقع التي على شاكلتها. كما أفاد المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن عددا من شيوخ السلفية ذهب إلى ضرورة أن يكون هناك عدد من المدونات يتم الاعتماد عليها في حال تواصلت الحكومة المصرية بصفتها الرسمية مع إدارة "فيس بوك" مطالبة بإغلاق صفحات السلفيين، كما تحدث عدد منهم مع الحكومة والأجهزة الأمنية، مطالبا إياهما ضرورة أن تترك لهم ولشبابهم متنفسا يتمكنوا من خلاله من أن يعبروا عن ما يجول بخواطرهم دون تهديد عليهم، وأن تبقى الأجهزة الأمنية على قناة اتصال مع طلاب العلم والمريدين حتى لا يقعوا فريسة للأفكار الهدامة والجماعات ذات الصبغة التكفيرية خاصة مع انتشار الأفكار الظلامية في صفوف الشباب المسلم بتكوينه العام، المتدين منهم وغير ذلك.