سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«شيزوفرينيا» المجتمع المصري.. القبض على عروس الإسكندرية «العجوز» بسبب فستان الزفاف.. والاحتفاء بفتيات نفذوا نفس الفكرة.. وخبراء علم نفس: لدينا أمراض نفسية وازدواجية معايير
هل نعاني من الانفصام في الشخصية، أو فيما يعُرف في علم النفس ب«الشيزوفرينيا» أي لدينا ازدواجية في الحكم فنحكم على حدث بأنه جيد وعلى نفس الحدث بأنه سيئ، هذا ما أطلقه البعض بعد أن تم القبض على «عروس الإسكندرية المسنة» لأنها ارتدت فستان زفاف وسارت به في الشارع وحدها ! البداية والبداية كانت أول أمس حين قررت «مسنة» أن ترتدي فستان فرح وسارت به في الشارع وسط المارة الذين رددوا أناشيد الزفاف لها وشاركها أحد الرجال للجلوس في قاعة الأفراح التي استأجرتها لتقول بعد ذلك «حققت حلمي». تلك الواقعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين متعاطف مع المرأة ومحتفي بها، تحولت إلى كابوس في النهاية بعد أن ألقى قسم الجمرك القبض عليها من منزلها بحارة البطارية في حي الجمرك، ورفض القسم الإفراج عنها إلا بعد تعهد أهلها بعدم تكرار ما حدث، خاصة بعد أن تم تنظيم مظاهرة في محطة الرمل بسببها، إضافة إلى الأزمة التي وقعت بين صاحب القاعة وأسرتها لإصرارهم على استرداد ما دفعته في حجز القاعة. وعلى الرغم من تعهد أسرتها برعايتها، إلا أنهم تراجعوا وتم إيداعها في مستشفى المعمورة للطب النفسي. جلسة تصوير لفتيات القبض على «المسنة» بسبب ارتدائها فستان الفرح لم يكن هو رد الأجهزة الأمنية حين قرر عدد من الفتيات ارتداء فستان زفاف والتصوير به في الشارع من أجل الفرحة. الفتيات كان نصيبهم الاحتفاء من خلال استضافتهم ببرنامج «معكم» على فضائية «سي بي سي» ليؤكدن أن ما قاموا به هو فكرة مجنونة أضفت الفرحة عليهم كثيرًا. وحول تجهيزات وتحضيرات الفكرة قالت إحدى الفتيات: «الموضوع بدأ بهزار وقلنا هنروح نقيس فساتين عادي في أي إتيليه ونتصور وبعدين قلنا هيبقى شكلنا وحش وهيطردونا فقررت وضع "بوست" على جروب عبر موقع "فيس بوك" عرضت خلاله الفكرة وطلبت المساعدة في التحضير للموضوع، وكتبت في البوست لو حد عايز يساعدنا وعنده فستان بتمن رمزي ولقينا ناس كتير دخلت ساندتنا وعجبتهم الفكرة وهما عارفين إننا بنضحك». كما عبرت إحدى الفتيات المشاركات في الفكرة أنها تدرس بكلية الطب وما قامت به مع صديقاتها ليس فراغًا أو تفاهة كما رأى البعض وإنما وسيلة للسعادة، وكنا عايزين نتبسط مع بعض ونلبس كلنا فستان الفرح ونوصل رسالة أنه مش بس العريس أو الراجل هو اللي هيبسطنا. وحول رد فعل الأسرة، أكدت الفتيات أن الأسرة تفهمت الموضوع ولم يعترضوا عليه، بدافع أن تلك الفكرة ستتسبب في السعادة وتحسين الحالة. مجتمع مريض وفي هذا السياق تقول الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن واقعة السيدة المسنة، أثبتت أن المجتمع المصري يعاني من الشيزوفرنيا، لأنه لا يتعامل بمعيار واحد. وأضافت أن المجتمع المصري، يحب أيضا لفت الانتباه إلى قضايا أخرى غير المشكلات التي يعاني منها يوميا، فيجعل من قضية صغيرة أزمة تشغل الرأي العام، موضحة أن هذا السيدة لم ترتكب جرمًا، وليست مريضة كما يردد البعض بل أرادت أن تعلن تمردها على فكرة العنوسة في هذا الوقت، ورغبت في أن تحقق حلمها، ولكن طبيعة المجتمع المصري أنه يولي نفسه قاضيًا على حياة الآخرين في كل الأوقات. الانتقاد بينما أشارت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع، أن تلك السيدة مفتقدة لحياتها الاجتماعية، وتعاني من إهمال الأهل لها، فمن الطبيعي أن ترغب في الاهتمام، وأن ترغب في الشعور بصغر سنها، وتحقيق حلم متأخر لها، لكن طبيعة مجتمعنا الانتقاد، وتهويل الأمور مما يتسبب مشكلات عديدة. كما أوضحت أن إيداع تلك السيدة في دار للمسنين، خطوة جيدة حاليًا حتى تجد رعاية واهتمام خاص بها في الوقت الحالي.