في مجلة روز اليوسف عام 1956 قدم مطيع خطابى تقريرا عن حال الفيلم المصرى منذ بداية إنتاجه عام 1927 حتى نهاية عام 1955. يقول خطابى: أنتجت مصر 763 فيلما في تلك السنوات الثمانية والعشرين، وبدأت صناعة الفيلم في مصر عام 1926 عندما استقرت الفنانة عزيزة أمير على العمل بالسينما، فأسست شركة سينمائية باسم "إيزيس فيلم"، كما كونت آسيا داغر شركة أخرى للسينما.. ومهدت الشركتان لصناعة السينما في مصر بعد أن كانت قاصرة على السينما الأجنبية فكانت البداية أربعة أفلام. أولها فيلم "ليلى" الذي قدمته عزيزة أمير وعرض بدار سينما متروبول في 26 نوفمبر 192، وأخرجه أحمد جلال من تأليف وداد عرفى، واشتركت بمبة كشر في التمثيل. والفيلم الثانى"زينب" تمثيل بهيجة حافظ وسراج منير وإنتاج يوسف وهبى وإخراج محمد كريم، والفيلم الثالث"غادة في الصحراء" بطولة آسيا ومارى كوينى، إنتاج لوتس فيلم وإخراج وداد عرفى. أما الفيلم الرابع فهو"قبلة في الصحراء" تقديم بدر وإبراهيم لاما وإنتاج بوبا وكارينى وإخراج وداد عرفى، ورغم الإمكانيات المتواضعة لاقت الأفلام الأربعة نجاحا كبيرا، وفى العام التالى أنتجت وأخرجت فيلم "بنت النيل" وهو قصة مقتبسة من مسرحية "إحسان بك" التي قام بتأليفها محمد عبد القدوس، ثم فيلم "كفرى عن خطيئتك" إلا أن الفيلم فشل وخسرت عزيزة أمير 16 ألف جنيه. وحتى عام 1932 كان في مصر تسع شركات قامت كلها على تقديم اسكتشات مصرية وأفلام صامتة حتى قامت شركة "نحاس فيلم" بإخراج فيلم ناطق باسم "أنشودة الفؤاد" الذي تم تسجيله في إيطاليا، قدم بعده يوسف وهبى فيلمه "أولاد الذوات" وبلغت تكاليف إنتاجه 20 ألف جنيه، وعرض بسينما رويال وشاهده 35 ألف متفرج. تبعه مجموعة من الأفلام الغنائية والكوميدية التي لم تحقق نجاحات تذكر. أنشئ بعد ذلك في مصر أربعة استديوهات في مصر هي لاما، توجو مزراحى، ناصيبيان، وبإنشاء ستوديو مصر أخذت صناعة السينما طابعا محليا فتم تقديم فيلم "العزيمة" إخراج كمال سليم. ثم قامت الحرب العالمية الثانية فتعثرت صناعة السينما في مصر حتى جاء عام 1955 وأنتجت 37 فيلما، يرجع الفضل فيها إلى المخرجين المنتجين صلاح أبو سيفن وعاطف سالم، وكمال الشيخ، ويوسف شاهين، ونيازى مصطفى، وعز الدين ذو الفقار.