بنظرة أكثر تشاؤمية ينتظر الألمان حلول العام القادم، وخلاله يتوقعون حدوث المزيد من الهجمات الإرهابية وفشل عملية اندماج اللاجئين، لكن الخوف من الانحدار الاجتماعي يبقى الهاجس الأكبر. لم يعد الألمان يشعرون بذات القدر من التفاؤل، كما كان الحال عند نهاية عام 2015. إنها النتيجة التي توصل إليها استبيان للرأي قام به معهد الأبحاث المستقبلية بهامبورغ ونشر نتائجه اليوم الاثنين. ووفق أرقام الدراسة، فإن 36% من المستطلعة آراءهم ينظرون إلى العام القادم بقلق متزايد، فيما لم يعرب سوى 18 % من المشاركين في هذا الاستطلاع عن أن العام القادم "سيكون أفضل"، ما دفع هورست أوباشوفسكي الخبير في مؤسسة هامبورج إلى الحديث عمّا أسماه بداية فترة "الخوف الألماني". ولعبت الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها ألمانيا في العام الجاري -خاصة اعتداءي ميونيخ وأنسباخ- دورا كبيرا في تسلل الخوف إلى قلوب الألمان. مع العلم أن هذه الدراسة أجريت في شهر نوفمبر أي قبيل اعتداء برلين قبل أيام حين قام شاب تونسي بايع تنظيم "الدولة الإسلامية" بدهس زوار أحد أسواق الميلاد في برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح العشرات. بيد أن 20% فقط من المستطلعة آراءهم أقرّوا بأن الإرهاب "غيّر من مجرى حياتهم"، في حين أكدت الغالبية بمعدل 80% أنه "لا يمكن للإرهاب النيل من نمط حياتهم"، يقول هورست أوباشوفسكي المسئول عن الدراسة، مضيفا أنهم ومع ذلك "يتوقعون حدوث المزيد من الهجمات" في السنة الجديدة. عدوى التشاؤم طالت أيضا موضوع الاندماج، إذ تراجع عدد من كان يؤمن بقدرة اللاجئين على الاندماج من 21 بالمائة في نهاية 2015 إلى 15% فقط في نهاي عام 2016، أي أن "الغالبية العظمى تبدو أكثر واقعية وهذا يسري على جميع طبقات المجتمع"، يوضح الخبير هورست أوباشوفسكي. في المقابل، يتوقع 40% من الألمان بأن ظاهرة معاداة الأجانب ستزداد حدة في العام القادم. وفي الولاياتالشرقية (ألمانياالشرقية سابقا). يرجح ذلك 42% مقابل 36% في الولاياتالغربية. وحذر الخبير في مؤسسة هامبورج من أن تقفز هذه الظاهرة في العام القادم إلى صدارة التحديات التي سيواجهها المجتمع الألماني العام القادم، داعيًا مؤسسات الدولة بالتعاون مع الاقتصاد على احتواء الوضع عبر دعم الاندماج وخلق الفرص للجميع. خاصة أن الدراسة ذاتها أظهرت أن الهاجس الأكبر لدى الألمان يتمثل في التفاوتات الطبقية، وهو ما عبر عنه نحو 61% من المستطلعة آراؤهم، ويأتي ذلك نتيجة خوفهم من تدهور أوضاعهم الاقتصادية. ويعلق هورست أوباشوفسكي أنه ورغم "تراجع نسبة البطالة والفقر بشكل قياسي، إلا أن الخوف يسيطر على الفئة المتوسطة من الانحدار الاجتماعي، ما يعني أن القلق من التوترات الاجتماعية أكبر بكثير من الشعور بالخوف من وقوع اعتداءات إرهابية. ح.ز/ و.ب (د.ب.أ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل