لا أحد من المصريين لم يشعر بالأزمة الاقتصادية وموجة ارتفاع الأسعار المتلاحقة، خاصة بعد تعويم العُملة، ومن ثم ازدياد مشكلة الشباب الذين يبحثون عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، في شراء شقة والزواج وما يلزمه من تجهيزات أصبحت في أيامنا هذه ضربًا من المستحيل، فلقد تضاعفت أسعار كل شيء بداية من الذهب والمفروشات بالإضافة إلى ضعف رواتب الكثير من الشبان واضطرارهم للعمل في وظيفتين وثلاث إذا لزم الأمر. العائلات المصريه وتشبثهم بتابوهات ما أنزل الله بها من سلطان، جعلت من الزواج همًا ثقيلا وحملًا لا يُطيقه بشر، بل إن المبالغات التي تشهدها الكثير من الزيجات في مجتمعنا والمغالاة في شروط أهل الفتاة من شبكة وأثاث وأجهزة، كان له أثره البالغ في ارتفاع سن العنوسة بين الفتيات، وإقلاع عدد كبير من قطاع الشباب عن التفكير في الزواج من الأساس. هناك إحصائية حديثة لجهاز التعبئة العامة والإحصاء تؤكد وقوع ما يقرب من 200 ألف حالة طلاق بين المتزوجين حديثا خلال العام الحالي، بما يعني وقوع 4 حالات طلاق كل دقيقة، الأسباب متعددة أهمها الضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها الشباب خصوصًا في الفئة العمرية من 20 إلى 34 عامًا، إذًا لو أضفنا عدد المطلقات على عدد من تخطوا سن الزواج، سنكون أمام اإحدى أكبر مشكلات مجتمعنا المنغلق والمتقيد أصلا بعادات وتقاليد بالية. ما بالكم بمجتمع يرفض فيه الأهل أن تكون ابنتهم أقل من بنات العائلة، أو أن ابنهم يتزوج من أرملة أو مطلقة؟! في الحقيقة أن "البرييستيج" الاجتماعي والواجهة التي يبحث عنها أكثر العائلات، كانت سببًا اساسيًا ومهمًا في وقوع الكثير من حالات الطلاق وفشل حالات الزواج والذي يقوم أصلًا على الود والمحبة والتفاهم وتحمل المسئولية من الطرفين بما فيهم أهل الشاب والفتاة، أن الزواج ميثاق يسره الله لنا ولم يصعب الأمور سوي المواريث التي ابتلانا الله بها وورثنها كابر عن كابر. وبعد فما الحل إذًا؟ أهمس في أذن كل أب وأم وفتاة، لا تصعبوا الأمور مثلما فعل بنى إسرائيل عندما أمرهم الله بذبح بقرة ما، فبتردهم وتأخرهم في تنفيذ أمر الله عاقبهم الله بكثرة المعيقات أو بفتور الهمة أو غير ذلك، أن ما يسمى " بالقايمة" و"النيش" و"طقم الصيني" و"الصُفرا" و‘الملاعق والشوك والسكاكين" والكثير من المفروشات والستائر والمبالغة في فستان الزفاف والاستديو والكوافير وقاعات الأفراح، لا يمكن أبدا أن تعيق حلم شاب وفتاة بالارتباط، أليس من الأجدى أن يبنوا عشًا صغيرًا، ثم يكبروا يومًا بعض يوم ؟.. أليس من الأفضل أن تيسروا لهم السُبل وتضعوهم على أو الطريق ثم يكملوا ما كان ينقصهم يدًا بيد ؟.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يستطع منكم الباءة فليتزوج".. هل هذه هي الباءة التي كان يقصدها رسول الله صلوات الله عليه وتسليمه ؟!!! وأخيرًا همسة في أذن كل شاب: أن الله أخذ على نفسه عهدًا كما ورد في نص الحديث الشريف "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" فقط أصلحوا نياتكم فعليها ترزقون "خذوهم فقراء يغنيكم الله من فضله".. قال تعالى:_ وجعلنا بينكم مودة ورحمة _ وليس مؤخر وشقة فاخرة وسيارة فارهة. عزيزتى الفتاة المهم هو أن يكون لك آب وتكونين له أما فإذا نجحتما في ذلك فمبروك عليكما حياتكما ألف ألف مبروك.