أثارت كلمة الرئيس محمد مرسى ، مساء الخميس الماضى التى وجهها إلى أهالى بورسعيد واعترف فيها بأن ضحايا المدينة الحرة فى الأحداث الأخيرة شهداء ولهم حقوق.. سخرية واستياء كثير من النشطاء والسياسيين واأهالى المدينة أنفسهم ، بسبب قصر مدة الكلمة ورداءة التصوير وبدائية المونتاج, ما أدى فى النهاية إلى الصورة السيئة للغاية التى ظهرت بها الكلمة بشكل عام. «فيتو»، حصلت على التفاصيل الكاملة لعملية تسجيل الكلمة وكواليس ما جرى وأسباب ظهورها بهذا الشكل الردىء الذى لا يتناسب أبدا مع كلمة لرئيس جمهورية . مصادر مطلعة بالتليفزيون المصرى كشفت أن الكلمة تم تسجيلها يوم الخميس الساعة السادسة مساءً بقصر الرئاسة بالاتحادية، وأن من تولى عملية التسجيل ليسوا المعنيين بتسجيل خطابات الرئاسة فى التليفزيون، حيث فوجئ العاملون بوحدة التسجيل الخارجى بالرئاسة بحضور شخص يدعى «عبدالحميد رمضان» - مصور فى قناة مصر 25 - وليس من أبناء التليفزيون ليتولى مهمة الإشراف على تسجيل الكلمة، وذلك بتعليمات من صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام والدكتور أيمن على المشرف على المكتب الصحفى للرئاسة. وأوضحت أن رمضان - وهو عضو جماعة الإخوان المسلمين كان دائم الحضور فى كل الخطابات والحوارات التى سجلت للرئيس مرسى منذ توليه السلطة وكان يعطى ملاحظاته حول التسجيل ولكن بشكل غير رسمى، وبعد أن انتهت مرحلة التسجيل أخذ رمضان شريط التسجيل وأشرف على مونتاجه بنفسه فى وحدة المونتاج الخاصة بوحدة البث ورفض حضور أى من العاملين بالمونتاج، وأجرى خلال هذا التوقيت عددا من الاتصالات الهاتفية بمكتب الإرشاد الذى تابع معه مرحلة المونتاج حتى انتهائها. وأكدت المصادر أنه تم حذف عبارة كانت تحتوى اعتذارا مباشرا وصريحا من الرئيس مرسى إلى أهالى بورسعيد عن أحداث 26 ،27 يناير الماضيين، وأن العاملين بوحدة التصوير دخلوا فى نقاش حاد مع عبدالحميد رمضان بسبب رداءة الصورة والمونتاج وتدخله فى كل صغيرة وكبيرة على الرغم من أنه غير ذى صفة . وأرجعت المصادر رداءة الصورة إلى جهل من قام بتسجيل الحوار وعدم إجادته لاستخدام الأجهزة الحديثة فى التسجيل والمونتاج والتصوير أيضا، لدرجة أنه سجل الحوار بنظام HD، رغم أنه نظام قديم لا يتم التسجيل به الآن, ويتم التسجيل بنظام «ديجيتال»، وهذا كان سببا أيضا فى تأخير الخطاب لمدة ساعة, لأنه تم تحويل شريط التسجيل من نظام «اتش دى» إلى النظام الديجيتال. وأضافت المصادر أن مندوب مكتب الإرشاد ارتكب أخطاء فنية عديدة، منها: أنه اختار التصوير بمقاس 16*9 فيما تم المونتاج بمقاس آخر، وهو ما جعل الصورة تظهر مستطيلة على الشاشة كما ظهر المونتاج بصورة رديئة ومتدهورة لا تليق بكلمة الرئيس.