شهدت مدينة الإسكندرية هطول أمطار غزيرة على مناطق الهانوفيل والبيطاش والدخيلة، والداون تاون واكاسيا، مما تسبب في غرق الطرق الرئيسية، والشوارع والميادين الداخلية، وارتفع منسوب المياه لتتعطل حركة سير السيارات. مياه الأمطار عطلت الحركة المرورية، ولكن لم تعطل البعض عن عملهم، فلا سبيل لديهم سوى العمل تحت المياه لقضاء احتياجاتهم، دون أن يبالوا ببرودة الجو والطقس السيئ. عامل النظافة وسائق الحنطور أجمعا على أن الإصابة بأمراض الشتاء أهون من العودة للمنزل والجيوب خاوية، فهناك في منازلهم أفواه مفتوحة تنتظر من يطعمهم ولا سبيل لديهم إلا العمل. قال «عادل محمود» عامل نظافة بالإسكندرية: «أعمل بهذه المهنة منذ 4 سنوات ولا يتخطى مرتبي 850 جنيها لا تكفي الأسرة المكونة من 5 أفراد فلدي 3 أبناء، ورغم ذلك أتحمل صعوبة المهنة لسد احتياجات المنزل أو الحد الأدنى منها». «محمود» يعمل طوال أيام الأسبوع دون إجازة، فيقول: «أعمل طوال أيام الأسبوع دون راحة حتى لا يخصم من راتبي، ورغم ذلك لا يكفي المرتب لسد الاحتياجات وأبحث عن عمل إضافي». وأضاف «محمود»: «الله يكون في عون الرئيس الذي يتحمل مسئولية الوطن، واحنا بنشتغل على قد ما نقدر». تحت المطر الذي يتساقط كالرصاص، التقط «غريب فرحات» يعمل سائق حنطور بالإسكندرية منذ 40 عاما أطراف الحديث قائلا: «مش عارفين نعيش حياة كريمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فمع البرد والطقس السيئ يندر الزبائن، والمواطنون اعتادوا الاختباء في منازلهم في فصل الشتاء». وأضاف «فرحات»: «ساعات ربنا بيرزقنى واحنا مش بنلاقي مصاريف الحصان مع زيارة الأسعار بشكل مستمر.. وأحيانا أنتظر العطف من الآخرين». وطالب «فرحات» المسئولين بتوفير معاش يضمن له الحد الأدنى من المعيشة «احنا غلابة ملناش حد وبنستلف علشان نأكل».