سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حروب «الهاكينج» المقبلة.. يستخدم في الخصومات السياسية والحروب المعلوماتية والتجسس.. شركة اختراق إسرائيلية توفر إمكانياتها ل 105 جهات.. وخبراء: كل الأنظمة المرتبطة بالإنترنت معرضة للاختراق
برز خلال السنوات القليلة الماضية، الدور الذي يلعبه اختراق المواقع والحسابات الرسمية للدول، أو ما يسمى ب«الهاكينج»، بغرض الحصول على معلومات سرية، في الصراعات ما بين الدول، أو بغرض الانتقام السياسي، بنشر معلومات سرية تخص جهات معينة داخل الدولة. اختراق حملة كلينتون ولعل أقرب الأمثلة، كانت عندما أعلنت تقارير أمريكية، عن تمكن وكلاء يعملون لحساب روسيا، في يونيو العام الحالي، من اختراق الموقع الإلكتروني الخاص بالحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية، بهدف الحصول على معلومات سرية، والتأثير على مجريات الانتخابات الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري وقتها دونالد ترامب. وزارة الإعلام السورية وفي نوفمبر من العام الجاري، تمكن هاكرز تابعون للجيش السوري الحر، من اختراق موقع وزارة الإعلام السورية على الإنترنت، بل ونشروا خبرا وقتها عن تسمم الرئيس السوري بشار الأسد، وقال الهاكرز في رسالة على الموقع وقتها: «وحسب ما وصلنا من معلومات فإن المرض انتقل إلى سيادة الرئيس بشار الأسد عن طريق تسميم الطعام، والجهات المختصة ما زالت تبحث عن صاحب هذه العملية الشنيعة». جماعة الإخوان وكان من ضمن المستخدمين لتلك التقنية، مجموعة هاكرز تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية تحت مسمى «أنونيموس رابعة»، والذين تمكنوا من اختراق الموقع الرسمي لمجلس الوزراء، في أكتوبر 2015، وهددوا باختراق مجموعة من المواقع الحكومية الأخرى، عن طريق نشر مجموعة من الرسائل على الموقع المخترق. اختراق موقع الكرملين وفي مارس 2014، تمكن قراصنة أمريكيون من اختراق موقع الرئاسة الروسية، وأعلنت المتحدثة باسم الكرملين وقتها أن موقع الكرملين يتعرض لهجوم إلكتروني واسع النطاق، بالإضافة إلى موقع البنك المركزي الروسي. أجهزة مخابراتية «تضاعف استخدام الهاكينج خلال الفترة المقبلة».. بتلك الكلمات حذر مالك صابر، خبير أمن المعلومات، من تواصل الهجمات الإلكترونية سواء من جهات داخل الدول، أو مؤسسات الدول بذاتها، ضد أعدائهم، مشيرا إلى أن الإنترنت أصبح ركنا أساسيا لجميع الدول، ويمثل 90% من الخدمات التي توفرها أغلب الدول. وأكد «صابر»، ل«فيتو»، أن عددا كبيرا من الأجهزة المخابراتية في العالم، تستخدم «الهاكينج»، في حروبها الخفية ضد دول بعينها، مطالبا بضرورة الاهتمام داخل مصر، بأمن المعلومات، واستخدام أنظمة حماية قوية قادرة على التصدي لتلك الهجمات. الجماعات الإرهابية وأضاف خبير أمن المعلومات، أن الأمر لا يقتصر على الأجهزة المخابراتية فقط، وإنما امتد إلى الجماعات الإرهابية في العالم وعلى رأسها داعش، وجماعة الإخوان، التي لديها شعور عدائي تجاه الدولة، وبإمكانها ترسيخ كافة المتطلبات، من أجل اختراق مواقع خاصة بمؤسسات الدول؛ للحصول على معلومات سرية، كما جرى من اختراق لموقع رئاسة الوزراء من قبل. سايبر وار ويرى الدكتور طلعت عمر، خبير الأمن المعلوماتي، أن تلك الظاهرة أصبح لها مسمى عالمي ب«cyber ware»، أو الحروب الافتراضية، نتيجة تطور ذلك النوع من الاختراقات الأمنية، والتي كان يطلق عليها في الماضي باسم ال«Hacking»، وكان مقتصرا على العمليات البدائية. وأشار إلى أن أسباب اللجوء إلى ذلك النوع من الحروب، ارتباط المعلومات والأنظمة الخدمية للدول بالشبكة العنكبوتية، ومن المتعارف عليه، أن أي شبكة أو حساب، مرتبط بالشبكة، يكون معرضا للاختراق إلكترونيا. ريادة إسرائيل وكشف خبير أمن المعلومات، عن وجود شركة إسرائيلية تسمى «سيلي برايت»، تقدم إمكانية اختراق أي جهاز محمول، أو أي منظومة مرتبطة بالإنترنت، موضحا أن تلك الشركة متعاقدة مع 105 جهة عالمية؛ لتوظيف إمكانياتها في الاختراق، مما جعلها رائدة في مجال الاختراق على مستوى العالم. ولفت إلى أن إسرائيل لديها كتيبة «800»، تمتلك أقوى الإمكانيات المتاحة في مجال الهجوم والدفاع الإلكتروني، وهي الأفضل على مستوى العالم، وهو ما يعرض المصريين للخطر، خاصة وأن الغالبية العظمى مستخدمين أو مستهلكين للتكنولوجيا. خدمات الشركة الإسرائيلية وذكر خبير أمن المعلومات، واقعة متعلقة بشركة «آبل» العالمية، عندما طلب منها ال«إف بي آي»، الحصول على الشفرة التي تمكنها من اختراق حساب أحد الإرهابيين، لتتمكن من القبض عليه، لكنها رفضت، ما اضطر مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، إلى اللجوء للشركة الإسرائيلية -سالفة الذكر-، لتعطيهم تلك المعلومات، والتعرف على هُوية الإرهابي. أنظمة معرضة للاختراق وعبّر خبير أمن المعلومات، عن إمكانية تعرض أقوى الأنظمة المعلوماتية المرتبطة بشبكة «الإنترنت» إلى الاختراق، مضيفًا: «لا يوجد نظام مرتبط بالشبكة، لا يوجد به ثغرات، يمكن الاختراق عن طريقها، مهما بلغت قوة برامج الحماية». واستشهد خلال حديثه، بحوادث اختراق عالمية لأقوى المواقع في العالم، والتي كان من ضمنها اختراق الموقع الرسمي للبنتاجون الأمريكي، وكذلك اختراق موقع الكرملين الروسي، بالإضافة إلى اختراق البريد الإلكتروني للمرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية هيلاري كيلنتون، مما يؤكد إمكانية تعرض كافة الأنظمة العالمية للاختراق. المعلومات مجانا ونبّه إلى أن الجمهور العادي عند استخدامه للأجهزة المرتبطة بشبكات الإنترنت، تكون كل المعلومات الخاصة به، معرضة للاختراق، وتكون مقدمة بالمجان، لأي جهة ترغب في اختراقها، مطالبا بضرورة وجود وعي لدى الأجهزة السيادية بمدى خطورة تلك الحروب المقبلة.