منازل ما زالت مهدمة وأسر بأكملها مشردة ومدارس غارقة ومعالم مدينة بأثرها تغيرت بعد السيل المدمر الذي ضرب مدينة رأس غارب. ولم ترجع مدينة البترول حتى الآن إلى الحياة الطبيعية إلا أن المسئولين أرادوا على غير الحقيقة أن يعلنوا أن الأمور استقرت بالمدينة، وأنهم نجحوا في السيطرة على الموقف، فقرروا وأصدروا الأوامر بعودة الطلاب إلى المدارس الغارقة والتي يملأها الثعابين والعقارب والتي تمثل خطرًا حقيقيًا على الطلاب، ما دفهم إلى مواجهة قرار عودة المدارس بالإعلان عن حملة لرفض الذهاب إلى المدارس والتي لاقت استجابة قوية، ونجحت في أن تكون نسبة الغياب في الأسبوع الأول 90%. "مش رايحيين مدارس" للأسبوع الثانى على التوالى رفض طلاب رأس غارب الذهاب إلى مدارسهم رافعين شعار الإعمار أولا لمدينتهم المنكوبة، وأطلقوا دعوات الإضراب التي نالت موافقة الجميع وخاصة أولياء الأمور بعدم الذهاب إلى المدارس حتى الانتهاء من إعمار مدينة رأس غارب كاملة. الأسبوع الأول ومنذ الأسبوع الأول التي أعلنت فيه مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر استئناف الدراس بمدارس راس غارب لم تلق أي استجابة ما دفعهم إلى إطلاق حملة شعبية "ضد عودة الدراسة"، وسجلت نسبة الغياب نحو 90% ومتنع الطلاب عن الذهاب للمدارس، بسبب عدم الاستقرار بعد كارثة السيول التي تعرضت لها مدارس المدينة وتضامنًا مع الأهالي المتضررين، وبلغت نسبة الحضور في الأسبوع الأول أقل من 10%، في 32 مدرسة. وقال محمد ياسر، أحد أهالي مدينة رأس غارب، إن أولياء الأمور دشنوا حملة "ضد عودة الدراسة"؛ بسبب خوفهم على أبنائهم، بعدما ظهرت الثعابين والزواحف الخطيرة جراء السيول، وكذلك عدم جاهزية الطلاب نفسيًا لاستئناف الدراسة في الوقت الحالي، ونظم العشرات من أهالي المدينة وقفة احتجاجية أمام مجلس المدينة، من ضمن مطالبها عدم استئناف الدراسة. وأكدت مصادر بمديرية التعليم في البحر الأحمر ارتفاع نسبة الغياب بالمراحل التعليمية الثلاث، رغم قرار مديرية التربية والتعليم استئناف الدراسة بمختلف مدارس مدينة رأس غارب والتي تبلغ 32 مدرسة مختلفة، وذلك بعد توقفها نحو 4 أسابيع؛ بسبب كارثة السيول التي تعرضت لها المدينة نهاية الشهر الماضي. فيما أعلن أولياء أمور الطلاب وأهالي المدينة رفضهم قرار مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر استئناف الدراسة اليوم وذلك من خلال قيام الطلاب بالغياب الجماعي حتى تتم إزالة آثار السيول من المناطق المتضررة والمدارس، مؤكدين أن أبناءهم غير مؤهلين نفسيًا لاستئناف الدراسة، وأن الهدف من قرار استئناف الدراسة هو إعلان أن الأمور استقرت بالمدينة. وأوضحت نورا فاضل، مدير عام التربية والتعليم بالبحر الأحمر في بيان، أنه تم إعداد خطة لدمج عدد من المدارس المتضررة من السيول وكذلك تحديد عدد من المدارس بالدراسة في الفترة المسائية لحين الانتهاء من إعادة تطوير المدارس المتضررة من السيول.