استطلاع فرنسي يرجح فوز «فيون» المتطرف على «جوبيه» في الجولة الثانية

رجحت استطلاعات رأي، فوز المرشح اليميني "فرانسوا فيون"، على منافسه "ألان جوبيه"، في الجولة التمهيدية الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقرر إجراؤها الأحد المقبل.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز BVA أن "فيون" سيواصل مفاجآته ويفوز على مرشح اليمين المعتدل "ألان جوبيه" بنسبه لا تقل عن 56%، ويطيح به خارج السباق كما أطاح ب" نيكولاي ساركوزي" في الجولة الأولى، وهو ما يفتح الطريق أمام زعيمة اليمين المتطرف وحزب الجبهة الوطنية "ماري لوبان"، ويزيد من مخاطر فوزها في الانتخابات الرئاسية الفعلية.
وقال المحلل السياسي الفرنسي "ريتشارد لوف": "إن فرنسا تواجه خطر صعود اليمين المتطرف كما حدث في الولايات المتحدة، عندما انتخب الأمريكيون "دونالد ترامب" بكل ما يمثله من شعوبية وعنصرية بغيضة".
وأشار "لوف" إلى أن "جوبيه" لا يملك كثيرًا من الوقت لتعديل موقفه؛ لكن يجب عليه عدم الاستسلام والعمل على تغيير مسار حملته الانتخابية، لاستعادة الزخم الذي فقده في الجولة الأولى، وكسب أنصار جدد حتى لا تصبح المواجهة النهائية بين ممثل "فيون" و"لوبان"؛ لأن النتيجة ستكون محسومة بشكل كبير لصالح مرشح اليمين المتطرف.
وأوضح "لوف": "أن التغلب على فارق ال6% خلال خمسة أيام فقط، ربما يمثل عقبة كبيرة أمام جوبيه خاصة مع إعلان "ساركوزي" وقوفه إلى جانب "فيون" ودعوة أنصارة للتصويت لصالحه".
وأكد "لوف": "أن نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية ساهمت بشكل كبير في تغيير مزاج الناخب الأوروبي بوجه عام، والفرنسي بوجه خاص وهو ما يزيد من احتمالات فوز مرشح اليمين المتطرف "ماري لوبان"، في انتخابات الرئاسة المقرر إجرائها في مايو المقبل، رغم أن استطلاعات الرأي السابقة أظهرت أن "فيون" سيحسم المواجهة النهائية معها بنسبة لا تقل عن 61% لصالحه؛ لكن مزاج الناخب الفرنسي تغير الآن وربما يصبح أكثر ميلا لليمين المتطرف في ظل التهديدات الإرهابية المتصاعدة ضد فرنسا، والخطاب "الشعوبي المتطرف" الذي تقوده "لوبان" ضد المسلمين واللاجئين والمهاجرين في فرنسا".
وحذر "لوف" الشعب الفرنسي من أن فوز مرشح الجبهة الوطنية "لوبان"، ربما يقود فرنسا إلى أسوأ خمس سنوات كارثية في تاريخها، مشيرًا إلى أن الشعب الفرنسي لن يستطيع تحمل مغامراتها المتهورة.
وكانت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليمين الفرنسي، التي جرت الأحد، أسفرت عن فوز رئيس الوزراء السابق "فرنسوا فيون" البالغ من العمر 62 عامًا، ومعه رئيس الوزراء الأسبق ألان جوبيه وخروج الرئيس السابق "نيكولاي ساركوزي" من السباق نهائيًا، بعد حصوله على 21% فقط من أصوات الناخبين.
ويتبنى "فيون" برنامجًا اقتصاديًا ليبراليًا يعتمد على خفض تكاليف الحكومة، من خلال الاستغناء عن 500 ألف وظيفة في القطاع العام خلال خمس سنوات، وهي نقطة الضعف التي قد يستغلها "جوبيه"، ويحاول من خلالها تحسن موقفه الانتخابي، قبل الأحد المقبل، موعد الجولة التمهيدية الثانية.