لم تختلف الأمور كثيرًا فى شارع محمود محمود هذا العام، عما حدث فى نوفمبر من العام الماضي، سوى أن الجريمة هذه المرة لم يرتكبها جنرالات المجلس العسكري، وإنما كانت بأوامر من أول رئيس منتخب بعد الثورة، وتحت سمع وبصر جماعته التي طالما تغنت بمشاركتها في الثورة، وليظهر اسم أول شهيد في عصر الرئيس مرسي جليًا في جرافيتي شارع محمد محمود تحت عنوان "جيكا شهيد الإخوان". محمد جابر صلاح الشهير ب"جيكا" هو الطالب بالمرحلة الثانوية، والذي استشهد بعد فترة من الموت الاكلينيكي إثر إصابته بطلقات خرطوش في الرأس والصدر يوم 20 نوفمبر الماضى، أثناء مشاركته في إحياء ذكرى من سبقوه من شهداء محمد محمود، ولتشيع جنازته التي شهدت حشودًا ضخمة من نفس الشارع الذي قتل فيه. و"جيكا" ناشط سياسي وعضو بحركة شباب 6 إبريل، وأدمن صفحة "معًا ضد الإخوان"، وكان من النشطاء الذين خرجوا ضد الحكم العسكري، بعدما كتب عبر صفحته الشخصية علي فيس بوك أنه من مدرسة " يسقط حكم العسكر". جيكا الذي خرج ليحتفل بفوز الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية علي منافسه أحمد شفيق في شارع محمد محمود، لم يكن يدري أن مرسي سيقتله بعد شهور قليلة في نفس الشارع، لتحل الذكرى السابعة عشر لميلاده يوم السبت 29 ديسمبر، وليحتفل أهله وأصدقاؤه بالمناسبة التي اختفى فيها صاحبها. وينظم النشطاء وأصدقاؤه مسيرات ليلية بالشموع والملابس السوداء وسلاسل بشرية اليوم إحياء لأول ذكرى ميلاد بعد رحيله، حيث قالت صفحة "كلنا جابر جيكا" التي دشنها عدد من أصدقاء الشهيد "كان نفسنا نحتفل بعيد ميلاده، لكن الطغيان والاستبداد خلانا نحيي ذكراه" و" عيد ميلاد شهيد مش عيد ميلاد أى حد ... في اليوم ده هنحيي ذكرى ميلاد صاحبنا اللي آلة القمع أصابته برصاص الغدر .. في اليوم ده هنكرم جيكا من جديد". ويحيي النشطاء ذكرى مولد جيكا بمسيرة تنطلق من ميدان التحرير في الثالثة عصراً، إلي كوبري قصر النيل، ويتم تنظيم سلسلة بشرية تنتهي في الخامسة مساءً، لينطلق بعدها المتظاهرون في مسيرة إلي شارع محمد محمود حتي يصلوا إلي بيت جابر في الساعة السادسة، ليتم عرض فيلم وثائقي عن الشهداء وبينهم جيكا، ويقوم فنانو الجرافيتى برسم صورته على بيته. كما اعلنت صفحة "كلنا جابر جيكا" عن توجيه دعاوى لعدد من القيادات السياسية وكبار المثقفين لحضور فعالية إحياء ذكرى ميلاده، مشددين على منع رفع أى لافتة أو شعار لأى حزب أو حركة أو كيان خلال الفعالية بناء على طلب أهل الشهيد.