ترددت أنباء عن سفر بعثات من عناصر جماعة الإخوان إلى تركيا للتدريب على كيفية تشكيل جهاز مخابرات إسلامى، وسفر مجموعة أخرى إلى ألمانيا للتدريب على كيفية تفكيك الجهاز الحالى للمخابرات، وذلك لما لهما من خبرة فى ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.. يرى بعض الخبراء الإستراتيجيين أن هذه الأنباء غير مستبعدة أن تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين؛ لأن ما فعلته خلال فترة حكم الدكتور محمد مرسى يجعلنا نصدق أى شىء عليهم.. بينما يرى البعض الآخر أن الحديث عن هذا النوع من التخطيط "كلام فارغ" وأن الإخوان ليست بحاجة إلى تدريبات سرية بعد سيطرتها على زمام الأمور ووصولها إلى الحكم. وأجمع الطرفان على أن جهاز المخابرات جهاز وطنى فى المقام الأول، وعند شعوره بالخطر على أمن مصر من قبل مؤسسة الرئاسة التى يترأسها رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للإخوان المسلمين - سوف يتحد مع الجيش المصرى فى مواجهة الرئيس. أكد اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجى، أن جهاز المخابرات العامة يراقب تصرفات الإخوان فى الداخل والخارج ولن يسكت عنها طويلًا. وأوضح أن مخطط إنشاء جهاز مخابرات خاص بالجماعة بدء منذ قدوم وزير المخابرات الإيرانى إلى القاهرة الذى لم يلتق بأحد من جهاز المخابرات المصرية الرسمى، واقتصرت مقابلته على عناصر تابعة لجماعة الإخوان المسلمين داخل قصر الرئاسة. وعن دور جهاز المخابرات المصرية فيما يدور من أحداث شدد سويلم على أن المخابرات المصرية تراقب جيدًا جماعة الإخوان المسلمين وخاصة العناصر التى تحمل أفكارًا هدامة للوطن، لذلك تريد الإخوان تغيير هيكل المخابرات حتى يتم توظيفة لصالحهم. وقال: إن خطط الإخوان المسلمين لتشكيل جهاز مخابرات وحرس ثورى بالإضافة إلى الميليشيات الحالية سوف يتم كشفها فى القريب العاجل والقوات المسلحة سوف يكون لها موقف حاسم لوقف هذا المخطط اللعين. وأضاف أنه بالرغم من إعلان وزير الدفاع أن القوات المسلحة لن تقوم بانقلاب عسكرى فسوف يضطر لذلك بدعم شعبى لحماية البلاد من مخطط يسعى لتدميرها لصالح أجندات خاصة للإخوان. وأكد اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، أن الحديث حول تدريب عناصر من الإخوان المسلمين على تشكيل جهاز مخابراتى إسلامى وتفكيك جهاز المخابرات الحالى هو "كلام فارغ" وليس له أساس من الصحة. وقال: إن الإخوان ليسوا بحاجة إلى تدريبات على تشكيل جهازِ مخابرات ولا على تفكيك الجهاز الحالى؛ لأنهم إذا أرادوا ذلك فعلوا، خاصة وأن زمام الأمور أصبح بأيديهم بعد وصول الدكتور محمد مرسى إلى الحكم. وأوضح أن أى تحرك على المستوى السياسى والعسكرى والأمنى لابد أن يسبقه مؤشرات، وهذا لم يظهر حتى الآن على تصرفات الإخوان خاصة وأنهم لم يستطيعوا فعل أى ما يخدم سياستهم بسبب حالة الغضب الشعبية التى يتعرضون لها. وأكد الخبير الأمنى العميد محمود قطرى أن المخابرات ستتحد مع القوات المسلحة، رغم تبعيتها رسميّا إلى رئيس الجمهورية، فى حالة شعورها بالخطر من جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس. وقال: إن الأنباء التى تتردد حول تشكيل جماعة الإخوان المسلمين لجهاز مخابرات، بعد تلقيها تدريبات فى تركيا، "غير مستبعدة". وأضاف أن الدليل على محاولة "أخونة" المخابرات بدأت عندما حاول أحد قيادات الإسلام السياسى بتشويه سمعة الجهاز عن طريق اتهامه بأنه يعتمد على مجموعة البلطجية، فضلاً عن المساعى لتطبيع العلاقات المصرية الإيرانية، والحديث عن الحرس الثورى بمصر. وأوضح قطرى أن عملية ولاء المتدرب لمدربه يهدد باختراق المخابرات العامة المصرية، لأنه لو صحت عملية تدريب الإخوان فى تركيا وألمانيا يصبح ولاء الإخوان لهما، وبذلك يُخترق جهاز المخابرات المصرى. وأشار إلى أن تاريخ المخابرات المشرف أثبت أن الولاء الأول لمصر، مما ينظر أنه فى حالة شعوره بكارثة حقيقية للبلاد متورط فيها الرئيس سيتعاون مع القوات المسلحة ضد الرئيس "ساعة الصفر".