أبى الشعب الأمريكي أن ينصاع لنهج المرشحة هيلاري كلينتون واختار المرشح الجمهوري دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية الذي اجتاز عدد ال 270 صوتًا المطلوبة من المجمع الانتخابي قبل انتهاء فرز الأصوات في 3 ولايات وهزم استطلاعات الرأي الخاصة بوسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية، ليصبح الرئيس ال 45 للولايات المتحدةالأمريكية بعد منافسة شرسة وصراع للوصول إلى البيت الأبيض واجه ترامب تحديات جسيمة في سباق الانتخابات الرئاسية بداية من تأييد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنافسته هيلاري ومرورًا بأغلبية الشباب والصحافة الأمريكية لمرشحة الحزب الديمقراطي، فضلًا عن هوجة اتهامات بالعمالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنون وغيرها من أمور أخرى كانت كفيلة بالإطاحة به، لكنه تحمل كل هذه التحديات وأصر على البقاء في السباق والمنافسة، خاصة أنه يتمتع بعزيمة سياسية واجهت استطلاعات الرأي العام المغرضة التي أكدت الفوز الساحق لهيلاري.. الشعب الأمريكي ضرب بكل هذه الاستطلاعات والتنبؤات عرض الحائط وأكد أنه لا صوت يعلو فوق صوتهم الذي كان بمثابة طعنة قاتلة في صدر الحزب الديمقراطي ويؤكد مدى حرصه على مصالح بلده دون النظر أو الالتفاف لما رددته كثير من الأقاويل والشائعات لإصابة ترامب بالأحباط واليأس من استكمال مسيرته. اليوم مرحلة جديدة في تاريخ الدولة العظمى والتي يجب على الرئيس الأمريكي الجديد رسم تصور جديد للعلاقات أو بالأحرى للسياسات الخارجية وتشكيل الفريق المساعد له لحين تسليم السلطة له في يناير القادم.. العالم كله كان شغوفًا لمعرفة الرئيس الجديد لتحديد هويته في كيفية التعامل مع القضايا الدولية ومنها القضاء على الإرهاب العدو الأول للبشرية حاليًا، ويمثل تهديدًا لكافة دول العالم بما فيها أمريكا التي تذوقت مرارته في أحداث 11 سبتمبر 2001، ومنذ ذلك التاريخ تدعي محاربتها للإرهاب.. سياسات أمريكا لا تتغير بتغيير الرؤساء.. ترامب أكد عقب فوزه أنه سيكون رئيسا لجميع الأمريكيين مؤيديه ومعارضيه؛ لأن الهدف صالح أمريكا وازدهارها.. نتمنى أن تشهد المرحلة القادمة إقرارًا لمنهجية واضحة تجاه منطقة الشرق الأوسط التي ترفض أن يتدخل أحد في شئونها وأن يتم حسم الموقف في سوريا وبشأن جماعة داعش والنصرة.