يروج الآن في الاوساط الثقافية والسياسية تفسير لاخفاق الاخوان فى الحكم يرصد السبب في انهم خرجوا من السجون الي قصور الحكم دون ان يحظوا بفترة تأهيل نفسي كان ضروريا.. فهم مازالوا يتعاملون يروح السجن والمضطهد الذي فر من السجن ويخشي خطر العودة اليه ولذلك يصر علي الانفراد بالحكم حماية له من هذا الخطر فضلا عن ان فترة الاضطهاد والسجن الطويلة اصابتهم بخلل نفسي يحتاج لعلاج حتي يتسني لهم ادارة الحكم بطريقه صحيحة وسليمة. لكن اصحاب هذه النظرية يتجاهلون ان هناك قادة خرجوا من السجن الي مقر الحكم مباشرة ولم يرتكبوا تلك الاخطاء والخطايا التي يرتكبها الاخوان الآن.. بل انهم لم يتمسكوا حتي بالحكم وابرز الامثلة المعاصرة هو نيلسون مانديلا زعيم جنوب افريقيا العظيم. اذن مشكلة الاخوان ليست في السجن او الاضطهاد الذي تعرضوا له، خاصة وانهم ليسوا وحدهم الذين اضطهدوا او اعتقلوا خلال الفترة الماضية.. اما مشكلتهم الاساسية فهى موجودة في رءوسهم او تلك الافكار الغريبة التي يحتفظون بها فى رءوسهم. فهم يعتقدون انهم الافضل والانقي والذين اصطفاهم الله لا يحكموا مصر وحدها وانما العالم كله.. لذلك يتعين ان يمتثل لهم الجميع وينفذون اوامرهم وتعليماتهم ويقبلوا بكل ما يقولون به ويفعلون ولا يناقشونهم او يجادلونهم في احوالهم وتصرفاتهم والإ حق عليهم العقاب. الم يعتبروا كل كارثة لحقت بالوطن انتقاما إلهيا لهم.. والم يروا في الوصول الي الحكم جائزة إلهية؟!.. لذلك هم يعتقدون انهم لايرتكبون اخطاءا او خطايا.. اما ما قد ينتج من إصرار علي ما يفعلونه ويقومون به فهو حق علينا لاننا لا نشاركهم مستوي ايمانهم ولا نحظي بذات المكانة التى يخطون بها لدي الله عز وجل أولأ ننا نستحق العقاب منه لعدم اكتمال ايماننا! وهكذا.. مشكلة الاخوان في الحكم الحقيقية ليست نفسية انما هي مشكلة فكرية.. اي ليس صحيحا انهم لايجيدون الحكم لانهم عانوا الاضطهاد وعاشوا في السجون طويلا.. انما هم لايجيدون الحكم لأنهم يؤمنون بأن هذا النوع من الحكم الذي يمارسونه والذي يحفل بالاخطاء والخطايا هو الحكم الذى نستحقه منهم، بل ومن الله الذى كلفهم بالتسلط علينا وتقويمنا وهذه مشكلة عويصة لا تحل بالتأهيل النفسي للاخوان كما يعتقد البعض وانما حلها يتمثل فقط فى ان يتخلى الاخوان عن هذه الافكار الغريبة التي تصور لهم انهم من طينة اخري غير طينتنا او انهم ملائكة ونحن شياطين! باختصار لن يصادف الاخوان نجاحا حقيقيا في الحكم سواء داخل مصر او خارجها الا اذا خرجوا من جلودهم وتخلصوا من اسر افكارهم.. او اذا صاروا غير اخوان واقتنعوا انهم بشر عاديون مثلنا وكل بني البشر خطاؤون وافضل الخطائين الي الله هم التوابين.