ثلاثة أعضاء يديرون الأمر مع مؤسسة الرئاسة خلال مرحلة الإعداد للانتخابات البرلمانية، كان يتداول في الأوساط السياسية ما مفاده أن ائتلاف "دعم مصر"، هو الحصان الأسود الذي سيكسب الرهان، وعندما ظهرت نتيجة الانتخابات تأكد الأمر، وأصبح الائتلاف هو صاحب اليد العليا داخل مجلس النواب، تحول إلى "ائتلاف الأغلبية"، وبدأت الأمور تأخذ مجراها "تحت القبة". القوة التي أصبح عليها الائتلاف، جعلته رقما صعبا في المعادلة البرلمانية، فالحكومة تسعى– بكل ما تمتلك من جهد- لإرضاء عناصره، وهو على الجانب الآخر يمسك ب"عصا السياسة" من المنتصف، فلم يرد خسارة الشارع الذي جعله "كبير المجلس"، وفى الوقت ذاته لم يسع لخسارة الحكومة التي يمد معها جسور المحبة المشروطة. الأشهر القليلة الماضية، وفقا لأبجديات العلوم السياسية كان من الممكن أن تشهد مزيدا من القوة داخل الائتلاف، غير أن المتابع الجيد لمجريات الأمور داخله، يكتشف– بما لا يدع مجالا للظن- أن "دعم مصر" بات قريبا جدا من الوصول إلى نقطة الانفجار الداخلى، وتحديدا بعد إصابته ب"حمى الانشقاقات"، الناتجة عن ظهور "شلة الرئيس" داخله. مصادر– قريبة من الأوضاع داخل الائتلاف- كشفت، وجود حالة من الاستياء الشديد بين النواب، بسبب بعض السلوكيات التي يحاول بعض نواب الائتلاف القيام بها، والتي من شأنها حدوث انشقاقات واسعة بين أعضاء الائتلاف. المصادر ذاتها أوضحت، أنه هناك مساع لتكوين شلة معينة، من بعض أعضاء الائتلاف يتم تقريبهم من مؤسسة الرئاسة والقيادات الرفيعة بالدولة والحكومة، دون بقية الأعضاء، وأن عددا قليلا من أعضاء الائتلاف من رجال الأعمال، تربطهم علاقات قوية ببعض قيادات مؤسسة الرئاسة، وهم الذين يحاولون التدخل كحلقة وصل بين الائتلاف الممثل لأكثرية النواب، ومؤسسة الرئاسة، سواء في التنسيق بشأن تنظيم لقاءات يشارك فيها رئيس الجمهورية أو طلبات يتم تقديمها لمؤسسة الرئاسة. ووفقا لتأكيدات المصادر، فإن هؤلاء الأعضاء الذين لا يتعدى عددهم ثلاثة أعضاء، هم الذين يختارون أسماء بقية أعضاء الائتلاف الذين يشاركون في لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي يحضرها نواب، وكان آخر تلك اللقاءات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ الذي شارك فيه نحو 200 نائب غالبيتهم من صفوف الائتلاف، تم اختيارهم بترشيح من هؤلاء الأعضاء الذين يحاولون تشكيل مجموعة خاصة من النواب تكون قريبة من مؤسسة الرئاسة. ويحاول الأعضاء استغلال علاقتهم بمؤسسة الرئاسة، لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لهم، ولبعض الأعضاء المقربين منهم داخل الائتلاف فقط، سواء عن طريق إنهاء طلبات لهم عن طريق مؤسسة الرئاسة أو قيادات حكومية رفيعة المستوى. المصادر شددت– في سياق حديثها- على أن تلك الخطوات والسلوكيات التي يتبعها "نواب الرئيس" ترتبت عليها حالة انشقاق داخل الائتلاف، حيث شهد "دعم مصر" مؤخرا حالة من الغضب بسبب انتقاء بعض النواب لحضور مؤتمر الشباب دون أية معايير أو ضوابط للاختيار، سوى العلاقات الخاصة والشخصية بينهم وبين من قام بالترشيح لهم. تجدر الإشارة هنا– وفقا للمصادر ذاتها- إلى أن نواب الائتلاف الغاضبين، تواصلوا مع بعضهم البعض، معلنين رفضهم لما يتم إعداده وتجهيزه من جانب بعض أعضاء الائتلاف، بشأن تشكيل ائتلاف للرئيس داخل ائتلاف دعم مصر، يقوم على الانتقائية والشلالية، موضحين أن الائتلاف بكامله يدعم الدولة المصرية، ويدعم خطوات الرئيس السيسي في النهوض بالبلاد. ووفقا للمصادر، فإن الأعضاء الغاضبين، اتفقوا على إثارة الأمر خلال اجتماع الائتلاف المقبل، لإعلان رفضهم تلك السياسة والخطوات التي يتم اتخاذها من جانب البعض، محذرين من وقوع انشقاقات داخل الائتلاف، وتكرار تجربة الحزب الوطنى التي شهدت في الفترة الأخيرة صراعات داخلية بالحزب بين عدد من التيارات.