أشاد باحثون دوليون بإطلاق الصين، أمس الخميس، أول صواريخها الحاملة الثقيلة، قائلين إن من شأن ذلك أن يضع أساسا لمستقبل الصين في مجال إطلاق صواريخ ذات قدرات حمل أثقل. وأطلقت الصين صاروخ لونج مارش-5 من مركز الإطلاق الفضائي في ونتشانج الساحلية في مقاطعة هاينان بجنوب البلاد، في مسعى للتحقق من تصميم وأداء الصاروخ الجديد واختبار برنامج إقلاع الصاروخ، وأصبح بإمكان الصين، مع الصاروخ الحامل الثقيل، بناء محطة فضاء مأهولة دائمة واستكشاف القمر والمريخ. وذكر تشارلز فيك، وهو محلل بارز في السياسة التقنية والفضائية في مركز أبحاث جلوبال سيكورتي الأمريكي، أن الإطلاق الناجح يعكس "أعظم تقدم" للصين في تطوير عائلة قاذفة جديدة لبرامجها الفضائية المأهولة وغير المأهولة. وقال "فيك" لوكالة أنباء شينخوا، إنه "في نهاية المطاف عندما تكتسب صواريخ لونغ مارش-5 موثوقية عالية، فإنها ستقوم العديد من المهمات في إطار جهود برامج استشكاف القمر المأهولة، وقد تصبح مركبة إطلاق الطاقم ضمن البرامج الأخيرة المخططة لهبوط طاقم على القمر". وبدلا من من الوقود الدفعي عالي السمية، فإن السلسلة الجديدة، والتي تضم أيضا لونج مارش 6 و7، تستخدم الكيروسين والأكسجين السائل، ما يجعلها صديقة للبيئة وأقل تكلفة. ولفت فيك إلى أنه شعر بالانبهار إثر علمه بأنه تم تطوير سلسلة صواريخ لونج مارش بدون أية مشاركة من الخبرات الروسية في مجال تكنولوجيا محركات الصواريخ أو تكنولوجيا التبريد الأمريكية. بدورها، قالت قاو يانج، مديرة مختبر (سوري) البريطاني المختص بتكنولوجيا أنظمة التحكم الذاتي والروبوتات، لوكالة أنباء "شينخوا" إن التكنولوجيا المستخدمة في صاروخ لونغ مارش-5 قد أثبتت بأنه ليس أقل شأنا من الصواريخ الحاملة الثقيلة التي طورتها بلدان أخرى. وأضافت أن القدرة الاستيعابية المذهلة لصاروخ لونغ مارش-5 تمثل تنامي قدرات الصين وكفاءتها في هذا الجانب، مشيرة إلى أن تقدم الصين في مجال تكنولوجيا الفضاء سيؤدي بدرجة كبيرة إلى زيادة تأثيرها في التعاون الدولي في المستقبل. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، يوم الخميس، في تقرير لها إن "لونغ مارش-5 يمنح الصين القدرة على وضع حمولات أثقل في المدار - مثل مركبات فضائية كبيرة مخصصة للاتصالات وأجزاء من محطتها الفضائية المستقبلية المأهولة". وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أن "هذا يضع لونج مارش-5 في نفس الفئة التي تضم الصواريخ الأمريكية الأقوى حاليا - صاروخ دلتا-4 الحامل الثقيل". من جانبه، قال ألكسندر زيليزنياكوف، وهو عضو في أكاديمية "تشياكوفسكي" الروسية للملاحة الفضائية، لوكالة أنباء "شينخوا" إن لونج مارش-5 سيرفع بشكل لافت من القدرة التنافسية للصين في سوق الإطلاق التجاري الدولي. أما بالنسبة للمزايا التقنية للصاروخ، فقد لفت زيليزنياكوف إلى قابلية التشغيل الملحوظة ضمن أنظمته الداخلية ستساعد على تسهيل إنتاجه وتقليل تكاليفه، وهو أمر أساسي بالنسبة لتسويقه مستقبلا. وتعكف الصين حاليا على تطوير صاروخ ضخم مع قدرة إرسال ما يصل إلى 100 طن من الحمولة إلى مدى منخفض حول الأرض، حيث من المحتمل أن يجري أول إطلاق له قبل عام 2030.