أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، عن قلقه إزاء احتمال تحوّل ألمانيا إلى حديقة خلفية لمنظمة الداعية "فتح الله كولن" التي نفذت محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو الماضي. جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، اليوم، في مقر الرئاسة التركية بالعاصمة أنقرة في حفل تكريم الفنانين وأصحاب المهن. وأضاف قائلًا: "ألمانيا تفتح ذارعها منذ سنوات لأعضاء منظمات إرهابية مثل (بي كا كا) و(د ه ك ب ج) و(كولن)، واليوم نشعر بالقلق إزاء احتمال تحوّل ألمانيا لحديقة خلفية لمنظمة كولن". ولفت إلى تقديم بلاده لألمانيا، طلب إعادة أعضاء من منظمة "كولن"، وعدم استجابة المسئولين فيها للطلب التركي. وأشار إلى رفض ألمانيا على لسان وزير عدلها، طلب إعادة المجرمين إلى تركيا، وقال: "الوزير الألماني يرى أن التعاون القضائي بين تركياوألمانيا يشمل الجرائم الكبيرة، ويقول إن الأسباب السياسة خارج إطار هذا التعاون". وأضاف: "الوزير يشعر بالقلق حيال عملياتنا ضد الصحف الداعمة للمنظمات الإرهابية، وأمام هذا المشهد نحن بدورنا نشعر بالقلق حيال الموقف الألماني من بلادنا". أردوغان نوّه بتسليم بلاده 4 آلاف ملف متعلق بالمنظمات الإرهابية إلى ألمانيا، مستغربًا من "حماية دولة مثل ألمانيا الرائدة في الاتحاد الأوروبي، أعضاء منظمات إرهابية في أراضيها". وقال: "إن تركيا لا تنتظر شيئًا من ألمانيا، لكنه استدرك أن التاريخ سيذكرها كبلد داعم للإرهاب". وانتقد أردوغان تجاهل ألمانيا الأمن القومي لدول أخرى، عوضا عن مكافحة منظمات إرهابية مثل بي كا كا وكولن وداعش. وتابع: "ألمانيا باتت دولة تحتضن إرهابيين على أراضيها"، رافضًا احتضان برلين أعضاءً لمنظمة "فتح الله كولن" الإرهابية. وقال: "إذا كانت ألمانيا تشك في أن منظمة غولن منظمة إرهابية فليأتوا إلى تركيا ويزوروا (المسئولين) البرلمان التركي الذي تعرض لقصف الانقلابيين". وأول أمس الثلاثاء، قال وزير العدل الألماني هايكو ماس "نحتفظ بحقنا في عدم أخذ الإجراءات بخصوص طلبات الإعادة لأسباب سياسية"، وذلك تعليقًا على طلب تركيا إعادة مجرمين إليها. وأضاف ماس في تصريح للصحفيين خلال لقائه مع أعضاء "جمعية الصحفيين الأجانب" في العاصمة برلين، أنهم بحثوا جميع الطلبات القضائية القادمة من تركيا بخصوص إعادة مجرمين. وتابع الوزير الألماني أنهم أدرجوا على أجندتهم الطلبات المتعلقة بالجرائم الجنائية، لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات حول وجود طلبات تركية بخصوص مسائل محددة. وأوضح ماس، أن بلاده لن تسمح بإعادة أشخاص إلى تركيا في حال كانت طلبات إعادتهم لأسباب سياسية. ونفى الوزير الألماني علمه بوجود تحقيقات بخصوص نشاطات منظمة "فتح الله كولن" في ألمانيا.