* مصر والسعودية لا يمكن لإحداهما الاستغناء عن الأخرى رغم عواصف الغضب إلا أن السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق يرى أن العلاقات المصرية السعودية لا تزال في أفضل حالاتها، مؤكدًا أن رأسى الدولتين متفاهمان ومتفقان في العديد من الملفات العربية والإقليمية، متهما 5 دول عربية ودولية بالسعى إلى الوقيعة بين القاهرةوالرياض. وحذر السفير بيومى مما أسماه «جهل وعنجهية» الإعلاميين في مصر والسعودية، مشددًا على أن هناك دولا تضمر عداءً للدولتين، تفاصيل أخرى في حوار مساعد وزير الخارجة الأسبق مع «فيتو»: ما تقييمك للعلاقات المصرية السعودية حاليًا؟ في أفضل حالاتها منذ ثورة 30 من يونيو. لكن بم تفسر التراشق بين الإعلاميين المصريين والسعوديين؟ أولا: من المؤكد أن كلا من الدولتين (مصر والسعودية) لا يمكنهما المقامرة أو المغامرة بالعلاقات الثنائية بينهما، ولا يوجد مسئول سياسي في القاهرة أو الرياض لا يسعى إلى توطيد العلاقات للهدف التام، وثانيًا: الإعلام في الدولتين أخفق مهنيًا وانساق وراء دول تسعى للوقيعة بين الشقيقتين. ومن تلك الدول الساعية للوقيعة بين البلدين؟ خمس دول، هي: (إسرائيل، أمريكا، إيران، تركيا، قطر)، وجميعها تعمل على الوقيعة بين مصر والمملكة. تقصد أن العبث في العلاقات المصرية السعودية وراءه ممولون من هذه الدول؟ بالطبع ولكن الجهلاء وأصحاب العنجهية أخطر من الممولين من قطروتركيا. إذن بم تفسر الخلافات المصرية السعودية بشأن الملفين السورى والليبي؟ هذا ما يروجه الإعلام والممولون للدول الخمس. ما دام الأمر كذلك.. بم تفسر غضب مندوب السعودية بمجلس الأمن لتصويت مصر لصالح المشروع الروسي؟ أولا الإعلام المصرى «تجاوز» والإعلام السعودى تجاوز أيضًا، وفى الحقيقة لا يوجد خلاف لأن تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح القرارين الروسى والفرنسى كان تصويتا موصوفا، وهناك فرق كبير بين التصويت والتصويت الموصوف، أما وجود خلاف بين المملكة ومصر بشأن الملف السورى فهذا ليس صحيحا لأن كليهما يهدف إلى الحفاظ على وحدة التراب السورى. ولماذا غضبت السعودية؟ لأن المملكة العربية السعودية تتعامل مع الملف السورى بشكل شخصى من جانب الرئيس بشار الأسد. كيف ذلك؟ الموقف بين المملكة وبشار الأسد «أشبه بالثأر»، ومنذ آخر قمة عربية حضرها الرئيس السورى بشار الأسد وقال فيها: «جئت لكى ألتقى رجالا ولم أجد رجالا بل وجدت أنصاف الرجال»، وكان يحضر رؤساء وملوك الدول ومن بينهم الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن وقتها يوجد خلاف شخصى بين المملكة وسوريا. في رأيك.. هل تريد المملكة إبعاد مصر عن الملف السوري؟ لا يمكن أن تبعد مصر غصبا عن الملف السورى لأنه إن كان يوجد حل حقيقى للأزمة السورية عربيًا أو دوليا ستكون مصر ضمانا للأطراف السورية نظرًا لعلاقتها وتواصلها مع كافة الأطراف بشكل أو بآخر. يرى البعض أن السعودية تحاول التضييق على مصر أو معاقبتها عبر ملف النفط؟ كثيرون يعبثون في هذه الملفات لخدمة أجندات معينة لأن شركة أرامكو السعودية أبلغت مصر قبل تصويتها في مجلس الأمن بأنها لا تستطيع توريد البترول في شهر أكتوبر، وعلى أثره وفرت مصر الكميات المطلوبة من الكويت ما يعنى أن الأمر لم يكن مفاجئًا. وماذا عن مغادرة السفير السعودى للقاهرة بشكل مفاجئ؟ لا يستطيع أي سفير ومن بينهم السفير السعودى بالقاهرة مغادرة البلاد بشكل مفاجئ لأنه يعمل ضمن منظومة وزارة الخارجية ولابد من إعلامها بشكل رسمى بمغادرته البلاد وترك تفويض لقاء بأعمال السفير في حالة تغيبه، وبذلك لا يمكن وصف سفر السفير بالمفاجئ، أما بخصوص الوفد المصرى الذي يزور السعودية هذا الأسبوع فهذا شيء جيد ونتطلع لأن تكون اللقاءات مثمرة بين دولتين كبيرتين. الرئيس عبد الفتاح السيسي ذكر في أحد خطاباته جملة «بيعايرونا بفقرنا»؟ لا يقصد دول الخليج وبالتحديد السعودية. ولماذا أنت متأكد من هذا؟ لأن نظرية التربص في العلاقات الدولية لا يمكن أن تطبق على مصر والسعودية بالتحديد لأنهما أكبر دولتين عربيتين الآن وكل منهما في حاجة للآخر، وتأكيدا على كلامى أننى لا يهمنى في الدولتين سوى رأس الدولتين (الجالسين على الكراسي)، وكل منهما يخرج علينا بتصريحات منافية تماما لما يروجه البعض، مؤكدين على سلامة ومتانة العلاقات بين الدولتين.