تأمين المنشآت التعليمية، أمر لابد منه لحمايتها من أي تهديد يشكل خطرًا عليها وعلى الطلاب، كما أنه يعتبر درع حماية وسلامة للطلاب، إلا أنه أصبح من السهل اقتحام المدارس وتعرضها للسرقة والنهب، والتعدي على المعلمين والطلاب. وشهد بداية العام الدراسي الجديد 2017/2016، العديد من وقائع السرقة، التي تسببت بعضها في حرج لوزارة التربية والتعليم، ويتساءل البعض، كيف تتم سرقة منشأة تعليمية في وجود الأمن بالمدارس، وهذا يعني غياب دور الأمن في تأمين المدارس، بالإضافة إلى خطف بعض الطلاب من أمام مدارسهم. عرض على الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، ثلاث وقائع سرقة في بعض مديريات التربية والتعليم ببعض المحافظات، التي رصدتها غرفة العمليات المركزية بالوزارة. تعرضت "المدرسة الرسمية التجريبية للغات" بإدارة عزبة البرج التعليمية، التابعة لمديرية التربية والتعليم بدمياط، للسرقة، وتم تحويل هذه الواقعة للتحقيق، ولإدارة المتابعة بديوان عام الوزارة. بينما حدثت واقعة سرقة للمدرسة الإعدادية والثانوية بالمنيا الجديدة، بعد قيام أحد المجهولين بسرقة مقصف المدرسة، وقد تم ضبطه من قبل العامل الذي أصيب بآله حادة، وتم تحويل الواقعة للشئون القانونية والمتابعة. كما تعرض مكتب مدير مدرسة دار السلام الصناعية بنين بإدارة السلام التعليمية بمحافظة سوهاج، لسرقة جهاز الكمبيوتر والطابعة الخاصة بعمله، وتم تحرير محضر بالواقعة وتحويلها للتحقيق والمتابعة بالوزارة. وقال حسين إبراهيم، الأمين العام للنقابة المعلمين المستقلة، إن هذا الأمر ليس بجديد في عهد الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، وهذا يرجع إلى عدم تأمين بالمدارس، وعجز عدد العمال في كل مدرسة، وأن نسبة 30% من هؤلاء العمال يعملون بعقود مؤقتة، ورواتبهم ضئيلة". وأضاف حسين إبراهيم، أن المعلمين ناشدوا الوزارة بهذا الأمر، وأن ينقذوا المدارس من السرقة وإهدار المال العام، لكن لم تستجب الوزارة لهم. وأشار إلى أن مهمة الأمن في المدارس يتولاها أحد المعلمين بجانب الحصص التي يدرسها يوميًا، بموجب تكليف من مدير المدرسة، وذلك لسد العجز الصارخ، ولأن التربية والتعليم لا تضع في ميزانيتها جنيهًا واحدًا لتعيين مشرف أمن على أي مدرسة من ال51 ألف مدرسة الموجودة في 27 ألف مبنى تعليمي. وقال الأمين العام، إن ملايين الجنيهات معرضة للسرقة صباحًا ومساءً في كل المدارس، وهذه الملايين متمثلة في تجهيزات وأثاثات وأجهزة كمبيوتر ومعامل أوساط ومعدات وماكينات وخامات وأموال سائلة في خزينة المدارس، متسائلا: "فأين مشرف الأمن الذي يؤمن تلك الملايين؟ والذي يكون بتعاون الدورية الشرطية التابعة لقسم الشرطة الواقع في دائرة هذه المدرسة".