تعد منطقة الدراسة وبخاصة حي الموسكى من أهم مناطق القاهرة التاريخية، بالإضافة إلى كون حى الموسكى واحدًا من أهم الأحياء التجارية بمدينة القاهرة. ونظرًا لما للمنطقة من أهمية تاريخية ووجودها بالقرب من شارع المعز ومنطقة الحسين وخان الخليلي، قدم كريم أحمد فؤاد على عياد، طالب بكلية التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة والأول على قسم التخطيط العمرانى بالكلية، مشروعا لتطوير وتخطيط هيكل استعمالات الأراضى لمنطقة الموسكى، وفاز فيه بجائزة الدكتور محمود يسرى، بعد أن حصل مشروعه على امتياز وتم تصنيفه كأفضل مشروع بالقسم لهذا العام. سبب اختيار المنطقة وأوضح كريم أن اختياره منطقة الموسكى بالتحديد جاء نظرًا للأهمية التاريخية والجغرافية للمنطقة وكونها ليست فقط من أهم المناطق التجارية بالقاهرة والتي يعتمد عليها ليس فقط المقيمن بالعاصمة، وإنما يعتمد عليها العديد من المحال التجارية بمعظم مناطق الجمهورية، بالإضافة إلى كونها تقع في قلب القاهرة وتحيط بها العديد من المصالح الحكومية والإدارية، بالإضافة إلى كون الازدحام الناتج عن هذه المنطقة له تأثير –سواء مباشر أو غير مباشر– فى منطقة وسط القاهرة. فكرة المشروع وقال كريم إن فكرة مشروعه كانت إعادة تخطيط ميدان العتبة وشارع الجيش مع شارع عبد العزيز ومحمد على ووضع مخطط كامل يتماشى مع اهميتها وحساسيتها، بالإضافة إلى إحياء دور منطقة القاهرة الخديوية كمركز خدمي وترفيهي وسياحي حيوى، وإنشاء جراجات متعددة الطوابق بالإضافة إلى إعطاء الأولوية لحركة المنشأة بالشوارع التجارية وخلق مناطق خضراء أو ساحات مفتوحة بالميادين، وخطط أيضا لإعادة طريق الجيش من ميدان العتبة إلى العباسية للسير في اتجاهين، ورفع كفاءة أجزاء من شارع بورسعيد وخاصة الجزء الواقع في نطاق حي الموسكي. عقبات المشروع ولم يكن الأمر بالسهل على كريم أن يخطط مشروعا كهذا في منطقة حيوية كمنطقة "الموسكى"، بل واجهته العديد من الأزمات أثناء إعداده لمشروع تخرجه في تلك المناطق، وكان من أبرزها سوء استغلال القيمة التاريخية والاقتصادية للموقع، وانتشار الباعة الجائلين بميدان العتبة وشارع الموسكي والجيش، الاختناقات المرورية بالطرق على مدى اليوم بسبب التردد العالي على منطقة الدراسة، كما أنها تعتبر أحد مراكز الأسواق المتخصصة للبيع بالجملة، وبها اختناقات مرورية وعدم توافر أماكن انتظار. يضاف إلى تلك المشكلات أيضا التلوث البصري والسمعي، وتلوث الهواء، ومشكلات القمامة، ووجود كثافات سكانية وبنائية عالية، وتداخل الاستعمالات وتعديات المباني، وغياب الصيانة، وزحف الإضافات العشوائية في الفراغات البيئية والممرات بين المبانى بالإضافة إلى إحلال الاستعمال السكنى باستعمالات أخرى تجارية وإدارية، وزيادة ارتفاع كثير من العمارات القائمة دون الالتزام بشكل المبنى الأصلى وطرازه المعمارى، وعدم كفاية الجراجات متعددة الطوابق كمنشآت حيوية بالمنطقة، ووجود إشغالات على الأرصفة من امتدادات عشوائية للمحال والباعة الجائلين. أهداف المشروع وأشار كريم إلى أن أهم الأهداف القومية للمشروع هو النهوض بمستوى المنطقة وتحويلها من منطقة شعبية تزحف عليها العشوائيات إلى سوق تجارية حديثة يتداخل فيها التخطيط الحديث والبنية العمرانية الحديثة مع عبق التاريخ المتأصل بالمنطقة كمنطقة تاريخية تظهر فترة تاريخية من تاريخ مدينة القاهرة، بالإضافة إلى بعض الأهداف العامة كالحد من التدهور الوظيفي للمنطقة وزيادة أهمية الدور الوظيفي للمنطقة، وتحسين البيئة العمرانية لمنطقة الدراسة، وتحسين المظهر الجمالى للمنطقة، وتخفيف الضغط المرورى الناتج عن الازدحام بالمنطقة والذي يؤثر بشكل مباشر فى المناطق المحيطة بموقع الدارسة مباشرة ويمتد تأثيره غير المباشر للعديد من مناطق وسط القاهرة. خطة التنفيذ وسعى كريم أثناء تخطيطه لمشروعه لوضع خطة واقعية لتنفيذ المشروع كان منها زيادة كفاءة شبكة الحركة والطرق الداخلية والخارجية لتستوعب حجم التردد العالي عليها والحد من المرور العابر على المنطقة، والتعامل مع القطاع اللارسمي وإيجاد أماكن بديلة للباعة الجائلين بالمنطقة، وإعادة تخطيط الأسواق الشعبية بمنطقة الدراسة وتوفير الخدمات الأساسية لها، بالإضافة إلى الحفاظ على الطابع العمراني للمنطقة، حيث إن المنطقة لها أهمية تاريخية، وتحويل المنطقة من منطقة تجارية فقط إلى منطقة تجارية وأثرية يمكن للزائر أن يستوضح الجمال العمرانى الموجود بها. واختتم كريم فكرة مشروعه بأنه يهدف لتحقيق المنشودة في المشروع وتحقيقًا لواقعية التنفيذ وبالنظر لتجارب عالمية مماثله تم اقتراح الاستراتيجية الأساسية لتطوير المنطقة.