كانت محافظة كفر الشيخ، ولاتزل منبعاً لأهل الدين والثقافة والفن ، فعلى أرضها ولد العديد من رجال وشيوخ الأزهر الشريف، أمثال الإمام النشرتى المالكى الذى تولى مشيخة الأزهر، وكذلك الإمام القلينى رابع شيوخ الأزهر، و الإمام محمد عبد الرحمن بيصار الأشعرى الشافعى الذى عين وزيراً للأوقاف فى عام 1978، والإمام طلحة أبى سعيد بن مدين التلمسانى، الذى وفد إلى كفر الشيخ من بلاد المغرب، وينتهى نسبه إلى سيدنا على بن أبى طالب .. وكذلك شهدت محافظة كفر الشيخ مولد عدد من رجال الفن أمثال كرم مطاوع، والكاتب أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، والفنان محمد رشدى .. ثالث شيوخ الأزهر الشريف ، وأحد أعلام الفقه المالكى ، الإمام محمد النشرتى المالكى، ولد ببلدة «نشرت» بمحافظة كفر الشيخ، وسمى بالنشرتى نسبة إلى بلدته، انتقل النشرتى من بلدته إلى القاهرة، ليلتحق بالأزهر وتفوق فى دراسته، ليعمل فيما بعد بالتدريس، حتى اختير شيخاً للأزهر 1695م، بعد وفاة الشيخ البرماوى، وامتدت مشيخته للأزهر 14 عاماً حتى وفاته والإمام الشيخ عبد الباقى القلينى، الذى ولد فى بلدة «قلين» التابعة لمحافظة كفر الشيخ، من كبار أصحاب المذهب المالكى، و هو الرابع فى الترتيب بين شيوخ الأزهر الشريف، وقد أمسك الجبرتى وغيره عن الترجمة له، والخوض فى سيرته حتى وفاته، فإنه لم يتناولها، وهذا جعل المؤرخين فى حيرة، ولا يدرون كم كانت مدة ولايته لمشيخة الأزهر، ولا كم كان عمره عن موته ، وكان الشيخ القلينى يتميز بالرسوخ فى مذهب الإمام مالك ، والإحاطة التامة بأمهات كتبه، إلى جانب تأثير بيئته الأولى فيه . تولى مشيخة الأزهر عام 1708م ، ولم توجد له ترجمة كافية، وكذلك بالنسبة لمؤلفاته وعلومه . أما الإمام محمد عبد الرحمن بيصار الأشعرى الشافعى 1328 فقد ولد فى مدينة السالمية، مركز فوة بمحافظة كفر الشيخ، 20 أكتوبر 1910، حفظ القرآن الكريم وجوده، ثم التحق بمعهد دسوق الدينى، وبعد نجاحه ألحقه والده بمعهد طنطا ليكمل دراسته الثانوية فيه، وكان شغوفاً بالتأليف، فألف رواية «بؤس اليتامى»، فثار عليه أساتذته لاشتغاله بالتأليف، الذى هو عيب كبير فى نظرهم، فأجروا معه تحقيقاً كانت نتيجته أن ترك معهد طنطا، والتحق بمعهد الإسكندرية، حيث وجد فيه عقولا متفتحة تشجع المواهب الفكرية ، وبعد إنهاء دراسته إلتحق بكلية أصول الدين وتخرج فيها بتفوق، وعين مدرساً بها، وعام 1375ه/1955م ، رشحته ثقافته ليكون مديراً للمركز الثقافى الإسلامى بواشنطن ، وظل يدير المركز لمدة 4 سنوات، بعدها عاد إلى مصر أستاذاً لأصول الدين ، إلى أن صدر قرار جمهوري بتعيينه أميناً عاماً للمجلس الاعلى للأزهر ، تلاه قرار جمهورى بتعيينه أميناً عاماً لمجمع البحوث الإسلامية ، ثم عين وكيلاً للازهر، حتى عين وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر فى 15 أكتوبر 1978م . وتوفى الشيخ بيصار فى 7مارس 1982م. أما الشيخ محمد عبد اللطيف دراز ، فهو من مواليد قرية محلة دياى التابعة لمركز دسوق عام 1880، قاد الأزهر الشريف فى ثورة 1919، وخطب على منبر الأزهر والكنيسة القبطية، وكان دراز وكيلاً للأزهر، ومؤسس جماعة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية ، وفصل من الأزهر مرتين فى عام 1919 فى أثناء الثورة ، فحددت إقامته بالقرية، وفى عام 1931 كان ضمن ستة علماء أرسلوا برقية احتجاج لملك بريطانيا، استنكاراً للمعاملة القاسية التى عومل بها عمر المختار، حيث ثارت ثائرة الملك فاروق الأول، وقام بفصله من الخدمة، واشترك دراز فى مؤتمر فلسطين عام 1931م بالقدس، وأسس فى عام 1954جماعة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية . والدكتور عبد المنعم النمر (1913-1991) من مواليد قرية الخرزانى مركز دسوق، وتخرج فى كلية أصول الدين سنة 1939، ثم حصل على العالمية وعين مدرساً بكلية اللغة العربية، وحصل على الدكتوراه عام 1972م، عين وزيراً للأوقاف عام 1979م، وله عدة مؤلفات منها «الإسلام والشيوعية ، الإسلام والغرب، وجهاً لوجه، الشيعة، المهدى، الدروز، الاجتهاد» ، إلى أن توفى عام 1991م ، وكانت للشيخ عبد المنعم النمر مقالات على أعمدة الجرائد المصرية مثل الأهرام . والمفكر الإسلامى محمد عمارة ،المولود فى 8 ديسمبر 1931، ، ولد بإحدى قرى مركز قلين، بمحافظة كفر الشيخ، حفظ القرآن وجوده فى كتاب القرية، بدات تتفتح وتنمو اهتماماته الوطنية والعربية وهو صغير، وكان أول مقال نشرته له صحيفة «مصر الفتاة» بعنوان «جهاد عن فلسطين»، وحصل على الدكتوراه فى العلوم الإسلامية، تخصص فلسفة إسلامية، بكلية دار العلوم جامعة القاهرة . وشهدت محافظة كفر الشيخ ايضاً وبالتحديد مدينة مطوبس، مولد القارئ وطبيب الأمراض النفسية أحمد نعينع، الذى حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أمين الهلالى، والتحق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، ويتميز نعينع بإتباعه لطريقة الشيخ مصطفى إسماعيل فى تجويد القرآن، وعرف عنه قراءة القرآن فى المناسبات الرسمية فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك ، وقرأ فى عدد من البلاد العربية، والإسلامية، وأوربا وأمريكا الشمالية . ومن أعلام محافظة كفر الشيخ «طلحة أبى سعيد بن مدين التلمسانى» ، أحد علماء أهل السنة والجماعة، ومن أعلام التصوف فى القرن السابع الهجرى ، وفد إلى كفر الشيخ من تلمسان ببلاد المغرب ، فى عهد الدولة الأيوبية عام 600ه ، وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب ، كرم الله وجهه ، وهو أيضا خال سيدي احمد البدوي الموجود مسجده وضريحه بمدينة طنطا . وتوفى رحمه الله وعمره 67 عاماً في 15 رمضان عام 631 ه ودفن بجواره ابنه سعيد وحفيده على . ومحافظة كفر الشيخ كانت أيضاً منبعاً لأهل الفن، فمنها خرج أبرز مخرجى الدراما التليفزيونية، المخرج إسماعيل عبد الحافظ (15مارس 1941-13 سبتمبر 2012)، والذى ولد بمحافظة كفر الشيخ ، وتخرج فى كلية الآداب قسم لغات شرقية بجامعة عين شمس، ورفض العمل معيداً بالكلية ، لحصوله على خطاب تعيين للعمل بالإذاعة والتليفزيون، وشكل ثنائيا ناجحا مع السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة، ومن أشهر أعماله «الشهد والدموع، وخالتى صفية والدير، الوسية، امرأة من زمن الحب، ليالى الحلمية ، حدائق الشيطان»، وتوقف إنتاجه الإخراجى بعد وفاة أسامة أنور عكاشة حزناً عليه، عن عمر يناهز 71 عاماً فى باريس بعد صراع مع المرض. و الكاتب والروائى أسامة أنور عكاشة (27يوليو 1941-28 مايو 2010) ، وهو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو فى الدراما المصرية والعربية، حصل عكاشة على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس عام 1962، وعمل بعد تخرجه أخصائياً اجتماعياً فى مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ، وذلك لمدة عامين، وانتقل بعدها للعمل كأخصائى اجتماعى فى رعاية الشباب بجامعة الأزهر، ثم بعد ذلك تفرغ للكتابة والتأليف، وكانت أخر أعماله مسلسل المصراوية الذى حاز على جائزة أفضل عمل . بمدينة دسوق ولد المطرب محمد رشدى فى 2 يوليو 1928، الذى حفظ القرآن فى كتاب القرية، ثم جاء للقاهرة والتحق بمعهد فؤاد للموسيقى، وقدم أول أغنية «قولوا لمأذون البلد»، وفتحت الإذاعة أبوابها وسجل للإذاعة ملحمة «أدهم الشرقاوى» ونجح نجاحاً عظيماً، وقدم محمد رشدى للسينما 6 أفلام . وكون رشدى وبليغ حمدى مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودى ثلاثياً فنياً عظيماً، مما كان السبب فى انتشارالأغنية الشعبية ، وتوفى الفنان محمد رشدى فى 2 مايو 2005 عن عمر يناهز 77 عاماً بعد صراع طويل مع المرض . وفى 7 ديسمبر 1933 ولد الممثل والمخرج كرم مطاوع بمدينة دسوق ، وعمل بالمسرح المصرى فى الستينيات، حصل على ليسانس الحقوق، ثم بكالوريوس المسرح من المعهد العالى للدراما عام 1955، وإلتحق كرم مطاوع بأكاديمية الفنون فى روما، ثم عاد إلى مصر، و بدأ أول أعماله بمسرحية «الفرافير» 1964 ، وقدم فيلم «سيد درويش»، و«إضراب الشحاتين» وانقطع مطاوع عن السينما لمدة تصل إلى عشرين عاماً وتفرغ خلالها للمسرح ، وقدم العديد من المسرحيات منها «يا بهية خبينى» و«ليلة مصرع جيفارا» . وكان آخر أفلامه «المنسى» مع عادل إمام ويسرا، وتولى مسئولية البيت الفنى للمسرح، وهو مكتشف الفنانة سعاد نصر.وتوفى الفنان كرم مطاوع يوم الاثنين 9 ديسمبر 1996عن عمر يناهز 63 عاماً .