مسجد سيدى طلحة بكفرالشيخ ، ثانى أكبر مساجد المحافظة وأكثرها شعبية بعد مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى , ويقع غرب مدينة كفرالشيخ، وبه ضريح الشيخ طلحة أبى سعيد التلمسانى. يقول الشيخ سيد عطية عبدالنبى- إمام مسجد سيدى طلحة- هذا المسجد أكبر مساجد المدينة, ويصلي به كل المسئولين والتنفيذيين والشعبيين بالمحافظة فى جميع المناسبات الدينية, وسبب تسميته يرجع الى سيدى العارف بالله تعالى (طلحة أبو سعيد التلمسانى), الذى دفن فى هذا المسجد عام 631 هجرية . معرفا بشخصية العارف بالله «طلحة أبى سعيد التلمسانى « يقول امام المسجد: ان الشيخ طلحة يمتد نسبه الى مولانا الامام الحسين «رضى الله عنه», وقد ولد فى القرن السادس الهجرى عام 564 وعاش من العمر سبعة وستين عاما, وتوفى فى رمضان عام 631 وقد أخذ الطريقة عن اجداده بتلمسان بالمغرب, وكان من اتباع احمد الرفاعى «رضى الله عنه », ومكث يطلب العلم والمعرفة لمدة 7 سنوات , تعلم خلالها علوم الشريعة والفقه والتفسير والحديث. وورد فى الكتب ان الشيخ «طلحة التلمسانى» قدم الى مصر مرورا بارض الشام , وكانت العادة قد جرت ان يجتمع العلماء والاولياء ليؤدوا صلاة العيد فى مسجد عمرو بن العاص , وصادف بعد اداء الصلاة ان جلس الشيخ طلحة على مائدة الطعام, وكتب على ورقة بعض آيات القرآن الكريم , وما إن وصلت احدى سفن الروم, وكانت اتية من اعالى النيل, حتى قلب الورقة, فانقلبت السفينة, فسأله والده بعدها: لم فعلت هذا؟ فقال طلحة: انهم اعداء الله تعالى وأعداء دينه, فقال له والده: ارحل عن هذا البلد (الفسطاط), واركب جوادك , وخذ معك زوجتك, وهى ابنة عمه, وعندما يقف جوادك فانزل, واعلم ان هذا مقامك, فتمكن منه, وانشر العلم والدين. ورحل الشيخ «طلحة التلمسانى», ومر بأرض سخا بالغربية, ثم انتقل الى أرض (دميلقون) , وهى كفرالشيخ حاليا, وقال: ها هنا مقامى, والتف حوله عشاق المعرفة, وظهرت له كرامات وكثر اتباعه ومريدوه, وأقاموا له مصلى فى هذا المكان, ولما تضاعف عدد المنازل حول مقر اقامته اطلق على المنطقة (كفرالشيخ طلحة) نسبة اليه, ثم اختصر الاسم الى كفرالشيخ وهو الاسم الحالى, وانجب الشيخ ابنيه سعيد وعمر , والثاني يوجد ضريحه الآن ببلدة «إبشان» بمركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ. الشيخ «سيد» مضيفا: ومما ورد أيضا فى الكتب عن الشيخ طلحة التلمسانى «رضى الله عنه» انه كان قطبا بارزا للاسلام وخادما للسنة المطهرة, وكان ظاهر الجمال والبهاء, بالغ الحكمة, صائب الكلمة, وقورا فى هيبته, ووقت وفاة الشيخ طلحة التلمسانى حضر سيدنا الخضر -عليه السلام- وصاحب الوقت والصحابة الكرام, كما حضرها اربعون وليا, منهم الشيخ أبو الفتح الواسطى وسيدى على العراقى والشيخ عبد الرحمن الدميرى. وفي كل عام يقام احتفال دينى كبير بمدينة كفرالشيخ يحضره جميع التنفيذيين ومحافظ الاقليم والالوف من الاهالى بالمحافظة ومن خارجها, للاحتفال بذكرى مولد الشيخ طلحة التلمسانى. وأوضح الشيخ سيد ان اهم المصادر التى استقي منها حياة الشيخ التلمسانى كانت الوثيقة التاريخية المحفوظة للمرحوم أحمد هاشم وأيضا محمد البيلى سعد ابو طلحة- وكيل مشيخة الطرق الصوفية, نقيب الاشراف بكفرالشيخ - وقد أورد الامام الشعرانى فى الجزء الاول من كتابه أن الشيخ ابو مدين المغربى (ابو مدين الغوث ) مدفون بتلمسان بالمغرب وان ولده مدين هو والد سيدى «طلحة» مدفون بمصر بزاوية سيدى عبد القادر الدشطوطى بحى باب الشعرية بالقاهرة.