سجلت محطات رصد الهواء المنتشرة في مناطق القاهرة الكبرى والدلتا التابعة لوزارة البيئة، ارتفاعا ملحوظا في تركيز الملوثات بالأمس على أغلب مناطق القاهرة الكبرى، وذلك في إطار جهود وزارة البيئة لمكافحة نوبات التلوث الحاد المعروف باسم السحابة السوداء، ومن خلال المتابعة المستمرة لمؤشرات جودة الهواء. أشارت إدارة الإنذار المبكر بتلوث الهواء التابعة لوزارة البيئة، إلى أن هذا الارتفاع ناتج عن تعرض مناطق شمال وغرب الجمهورية إلى أتربة عالقة قادمة من صحراء ليبيا مع الرياح الشمالية الغربية. أظهرت خرائط توزيعات الضغط الجوى وقوع شمال وغرب الجمهورية تحت تأثير امتداد مرتفع جوي متمركز فوق ليبيا كما يظهر في خريطة مستوى 850 مليارا وهي على ارتفاع 1500 متر من سطح الأرض، وطبقًا لمسارات الرياح التي تظهر في خرائط تدفق الرياح فإن الأتربة أخذت مسار الساحل الليبي متجهة نحو شمال غرب الجمهورية مع الرياح الشمالية الغربية، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأحوال الجوية لفترة ثلاثة أيام القادمة بدرجات متفاوتة. وسجلت محطة أرصاد مطار القاهرة التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية بدءا من الساعة الثانية بعد ظهر أمس أتربة عالقة وانخفاض لمدى الرؤية الأفقية وصل إلى 3 كم، وأظهرت صور الأقمار الصناعية التابعة للقمر الأوروبي تأثير الأتربة العالقة على شمال وغرب الجمهورية واستمر تأثير هذه الأتربة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم بسبب الهدوء النسبى للرياح الذي وصل لحد السكون ليلًا حيث عادت بعدها مستويات التلوث إلى المعتدل مرة أخرى. وتشير إدارة الإنذار المبكر بتلوث الهواء إلى أنه من المتوقع أن يكون تركيز الملوثات هذه الليلة في مستوى المعتدل ترتفع إلى المتوسط عدة ساعات ليلا مع الهدوء النسبى للرياح بسبب المصادر المحلية بالإضافة إلى ما قد يسببه الحرق المكشوف في محافظات شرق الدلتا في حالة وجود حرائق للمخلفات الزراعية ثم تعود إلى المعتدل صباحًا وطوال نهار الغد. وشددت الوزارة على التنبيه بخطورة الحرق المكشوف لقش الأرز، وناشدت المزارعين الامتناع عن الحرق والانضمام إلى منظومة الجمع التي وفرت لها الوزارة مواقع مخصصة للجمع كما وفرت كل المعدات اللازمة لكبس وفرم قش الأرز، وحذرت من اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المخالفين دون تردد حفاظا على صحتهم وصحة المواطنين.
